أمر يوم القيامة وهول قيام الساعة

السؤال:

سماحة الشيخ بقي من وقت هذه الحلقة ما يقرب من سبع دقائق، أرجو أن تتفضلوا فيه بإجابة الأخوات عن تفسير قول الحق -تبارك وتعالى-: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ [القمر:46] وقوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۝ فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ۝ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ۝ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ۝ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا [النازعات:45-46]. 

الجواب:

هذا يدل على عظم الأمر يوم القيامة، وأنها أدهى وأمر مما يقع في الدنيا، خطب الساعة عظيم، وهولها كبير، فلهذا قال -جل وعلا-: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى [النازعات:34] سماها: طامة، وقال: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ [عبس:33] وقال: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] قال: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ [الواقعة:1] قال: الْحَاقَّةُ ۝ مَا الْحَاقَّةُ [الحاقة:1-2]: الْقَارِعَةُ ۝ مَا الْقَارِعَةُ [القارعة:1-2] كل هذا يوم القيامة، ولا يعلم متى تقوم إلا الله  هو الذي يعلم متى تقوم، وإذا قامت فالناس بعد ذلك يرون الدنيا كلا شيء، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا [النازعات:46] كأنهم لبثوا إلا ساعة من نهار؛ لعظم الهول.

فالمقصود: أن الساعة أمرها عظيم، وخطبها شديد، فالواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء الإعداد لهذا اليوم، والحذر من الغفلة، وهو يوم عظيم خطير، قال فيه -جل وعلا-: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ۝ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ۝ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ۝ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً [الغاشية:1-4] تعمل على غير هدى، تعمل على غير هدى بغير الإخلاص لله، أو بغير المتابعة للرسول ﷺ فلها النار يوم القيامة، قال -جل وعلا-: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ۝ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى ۝ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى ۝ فَأَمَّا مَنْ طَغَى ۝ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:34-39] طغى يعني: تجاوز الحدود، يعني: لم يلتزم بأمر الله، بل تعدى الحدود، فله النار يوم القيامة.

وفي آية عبس فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ  ۝ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ۝ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ۝ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ۝ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37].

فالعاقل يعد العدة لهذا اليوم العظيم ولا يتساهل، وذلك بطاعة الله والاستقامة على أمره، والحذر من مناهيه، مع الوقوف عند حدوده هذا هو الطريق، وهذا هو السبيل الذي جعله الله سببًا للنجاة يوم القيامة، وليحذر الغفلة عن هذا اليوم العظيم، واتباع الهوى، وطاعة الشيطان، فإن هذا فيه العاقبة الوخيمة، وسوء المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله للجميع الهداية.  

فتاوى ذات صلة