تفسير قوله تعالى: (والذين هم عن اللغو معرضون)

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الدمام، وباعثها المستمع عبدالرحمن الدوسري، الأخ عبدالرحمن يسأل ويقول في أول أسئلته ما معنى قول الحق -تبارك وتعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:3]؟ 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فقد قال الله -جل وعلا- في كتابه العظيم في وصف عباده المؤمنين، قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [المؤمنون:1-3] فسر العلماء (اللغو) بأمور ثلاثة:

أحدها: الشرك؛ لأنه باطل ولاغي، يجب اطراحه، والحذر منه.

الثاني: المعاصي؛ لأنها باطلة أيضًا يجب الحذر منها.

الثالث: كل شيء لا فائدة فيه، ولا مصلحة فيه، فهو من اللغو، والمؤمن يجتنبه، وهكذا المؤمنة.

وكل التفاسير صحيحة، فإن المؤمنين يجتنبون الشرك كله بأنواعه، ويجتنبون المعاصي، ويحذرونها، ويجتنبون أيضًا كل شيء لا فائدة فيه، ولا مصلحة؛ لأنه يشغلهم عما هو أهم، فهكذا ينبغي للمؤمن أن يكون حذرًا من أنواع الشرك كلها، ومن سائر ما حرم الله من المعاصي، وحذرًا أيضًا مما يشغله عما هو أهم من الأشياء التي لا فائدة فيها، من قول، أو عمل. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة