تفسير قوله تعالى: {إنما النسيء زيادة في الكفر...}

السؤال:

نرجو أن توضحوا لنا هذه الآية الكريمة: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ [التوبة:37] الآية؟ 

الجواب:

مثلما بين -جل وعلا- في الآية نفسها قال: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا [التوبة:37] يعني: من طريقة الكفرة أنهم يحرمون النسيء، والنسيء محرم يجعلونه صفرًا، وصفر يجعلونه محرمًا، تارة وتارة، فتارة يبقون محرمًا محرمًا، وصفرًا حلًا، وتارة يعكسون، فيجعلون محرمًا صفرًا، ويستحلونه ويؤخرون محرمًا إلى صفر يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا وهذا من جهلهم، وضلالهم، وتبديلهم، ولهذا قال سبحانه: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ [التوبة:37].

يقولون: الشهور أربعة: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، هذه أربعة، فإذا حرمنا صفرًا، وأحلينا محرمًا؛ فالشهور أربعة ما غيرنا إلا أنا قدمنا وأخرنا، وهذا ضلال؛ لأنهم خالفوا شرع الله، شرع الله جعل محرمًا ما جعل صفرًا، فلهذا قال: يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا [التوبة:37] وجعله سبحانه زيادة في الكفر، يعني: تغييرهم شرائع الله زيادة في الكفر، نسأل الله العافية.

فالواجب بقاء الشهور على حالها محرمة، رجب وحده بين جمادى وشعبان، وثلاثة متوالية: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، هذا هو الواجب، أما أن يؤخر محرم إلى صفر، ويقدم صفر إلى محرم؛ هذا باطل، هذا من جهلهم، وضلالهم، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة