بيان الأفضل في عدد ركعات التراويح

السؤال:

ما هو الأفضل في قيام رمضان من ناحية عدد الركعات؟

الجواب:

الأفضل في قيام رمضان أن يصلي المسلمون في مساجدهم إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة يسلم من كل اثنتين؛ لأن هذا هو المحفوظ من فعله ﷺ، وقد صح عنه ذلك من حديث عائشة وابن عباس، وغيرهما. وصح عنه ﷺ أنه قال: صلاة الليل مثنى مثنى، وإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى[1].
وثبت عن عمر وعن الصحابة في زمانه أنهم صلوا في رمضان إحدى عشرة ركعة، وصلوا في بعض الأحيان ثلاثًا وعشرين ركعة، والأمر في هذا واسع، وليس في صلاة الليل ركعات محدودة لا تجوز الزيادة عليها أو النقص منها لا في رمضان ولا في غيره؛ لأن النبي ﷺ لم يحدد في ذلك شيئًا، بل أطلقه، ولم يحدد ركعات معدودة، ولكنه أوتر بإحدى عشرة وبثلاث عشرة يسلم من كل اثنتين، وأوتر بأقل من ذلك، فلا ينبغي لأحد أن يضيق ما وسعه الله أو يحدد ركعات لا تجوز الزيادة عليها بغير نص من كتاب أو سنة.
والأفضل أن يصلي الرجال قيام رمضان في المساجد، كما فعله النبي ﷺ بأصحابه عدة ليال، ثم ترك ذلك مخافة أن تفرض عليهم صلاة الليل، ثم صلى الصحابة بعد وفاة النبي ﷺ قيام رمضان في المسجد في عهد عمر ومن بعده إلى يومنا هذا؛ لأن الأمر الذي خافه ﷺ قد أمن بموته ﷺوهو خوف أن تفرض عليهم صلاة الليل، والمشروع للمسلمين في صلاة التراويح وغيرها العناية بالخشوع في الصلاة وترتيل القراءة وعدم العجلة حتى تحصل الفائدة للإمام والمأموم.
أما النساء فالأفضل لهن الصلاة في البيوت، وإن صلين مع الرجال في المساجد فلا بأس بشرط التحجب وعدم الطيب والتبرج والبعد عن أسباب الفتنة؛ لأن النساء كن يشهدن الصلاة مع النبي ﷺ في غاية من الستر والاحتشام والبعد عن أسباب الفتنة، وقد نهى ﷺ النساء عن التعطر عند خروجهن من بيوتهن وقال: أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء[2] وما ذاك إلا لحماية الرجال والنساء من أسباب الفتن، فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وجزاه الله عن أمته أفضل الجزاء[3].
 
  1. أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الحلق والجلوس في المسجد برقم 472، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل برقم 749.
  2. أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة برقم 444.
  3. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (30/23).
فتاوى ذات صلة