حكم طلب الشفاعة من النبي ﷺ

السؤال:

يقول: كثير من الناس يقولون: الشفاعة يا محمد، هل هي شرك؟ وإن كانت شرك ماذا يقولون؟ 

الجواب:

طلب الشفاعة من النبي ﷺ، ومن غيره من الأموات لا يجوز، وهو شرك أكبر عند أهل العلم؛ لأنه لا يملك شيئًا بعدما مات -عليه الصلاة والسلام-، والله يقول: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا [الزمر:44] الشفاعة ملكه ، والنبي ﷺ وغيره من الأموات لا يملكون التصرف بعد الموت في شفاعة، ولا في دعاء، ولا في غير ذلك، الميت إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

وإنما جاء أنها تعرض عليه الصلاة -عليه الصلاة والسلام-؛ ولهذا قال: فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، صلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم وأما حديث أنه تعرض عليه الأعمال، فما وجد فيها من خير حمد الله، وما وجد فيها من شر استغفر لنا؛ فهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي ﷺ، ولو صح لم يكن فيه دلالة على أنا نطلب منه الشفاعة.

فالحاصل: أن طلب الشفاعة من النبي ﷺ، أو من غيره من الأموات؛ أمر لا يجوز، وهو على القاعدة الشرعية من الشرك الأكبر؛ لأنه طلب من الميت شيئًا لا يقدر عليه، كما لو طلب منه شفاء المريض، أو النصر على الأعداء، أو غوث المكروبين، أو ما أشبه ذلك، فكل هذا من أنواع الشرك الأكبر، ولا فرق بين طلب هذا من النبي ﷺ، أو من الشيخ عبدالقادر ، أو من فلان، أو فلان، أو من البدوي، أو من الحسين، أو غير ذلك، طلب هذا من الموتى أمر لا يجوز، وهو من أقسام الشرك، وإنما الميت يترحم عليه، إذا كان مسلمًا، ويدعى له بالمغفرة والرحمة، والنبي ﷺ إذا سلم عليه مسلم يصلي عليه -عليه الصلاة والسلام-، ويدعو له، أما أن يطلبه المدد، أو الشفاعة، أو النصر على الأعداء، كل هذا لا يجوز، وهذا من عمل أهل الجاهلية، ومن عمل أهل الشرك.

فيجب على المسلم أن ينتبه لهذا، وأن يحذر مثل هذا، نعم.

فتاوى ذات صلة