حكم كتابة الآيات للمريض وتعليقها عليه

السؤال:

فضيلة الشيخ عبدالعزيز، لدينا مجموعة من أسئلة السادة المستمعين، ولعلنا نتمكن في لقائنا هذا من عرض رسالة المستمع عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالملك من السودان.

يقول في رسالته: أرجو توضيح هذه المشكلة: مريض يكتب له رجل صالح القرآن ليعالجه من أي مرض، هل يمكن أن يحدث العكس لو استعمل آيات القرآن -أستغفر الله- في سور أو يقول إنه لو استعمل آيات القرآن معكوسة، وأقصد بذلك قول العامة: فلان حب فلان إذا كان العلاج عكسه ممكنًا الحدوث. 

أرجو شرح ذلك وذكر كيفية التحصن من العبث، ثم شرح أسباب هذا سؤال آخر، لكن نقف عند قوله: هذه السور.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم. 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

كتابة الآيات لعلاج المريض هذا غير مشروع، لا تعلق عليه، ولا تكتب على جسده كل هذا غير مشروع، إنما المشروع أن يقرأ عليه، ينفث عليه، ويدعو له بالشفاء والعافية، يقرأ عليه بعض الآيات على جزء من جسده على خده على يده على رأسه يدعو له، فهذا لا بأس، الرقية مشروعة، كونه يرقي المريض، ويدعو له، ويقرأ عليه القرآن حتى يشفيه الله، النبي رقى ورُقي -عليه الصلاة والسلام- وقال: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا.

فالرقية الشرعية كونه يدعو للمريض يقرأ عليه آيات من القرآن، يدعو له بالشفاء، هذا كله مشروع كله سنة، أما أن يكتب له آيات تعلق برقبته، أو في عضده هذا ليس من الشرع، أو يكتب له أحاديث، أو كلمات أخرى دعوات، أو مسامير أو طلاسم حروف مقطعة، أو أشباه ذلك كل هذا ما يجوز، حتى القرآن لا يعلق، النبي ﷺ قال: من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له.

فالحجب والحروز والجوامع التي يفعلها بعض الناس يعلقونها على المرضى على أعناقهم، أو يعلقونها في أعضادهم، أو في غير ذلك هذا لا يجوز، ولكن الرقية لا بأس بها، كونه يرقي المريض، يدعو له، يقرأ عليه آيات، هذا طيب وهذه تسمى الرقية، لا بأس بها، أو يرقيه في ماء ويشرب الماء، جاء عن النبي ﷺ بعض هذا أيضًا كما في سنن أبي داود عن النبي ﷺ: "أنه قرأ في ماء لثابت بن قيس" فهذا لا بأس به، وأما التعليق فلا يعلق لا قرآن ولا غيره، لا يعلق في الرقبة، ولا في اليد، كل هذا ليس بعلاج، وليس مشروعًا، بل منهي عنه، والله المستعان، لا حول ولا قوة إلا بالله.

فتاوى ذات صلة