نصح أقاربه بعدم النياحة ويخاف أن يخالفوا

س: إني قلت لأخي إذا توفيت لا تبكوا علي، ولا تذيعوا بالميكرفون، وأنا أخاف أن يفعلوا ذلك، فما توجيهكم لهم؟ جزاكم الله خيرًا.

ج: الواجب على المسلمين في هذه الأمور الصبر والاحتساب، وعدم النياحة، وعدم شق الثوب، ولطم الخد، ونحو ذلك، لقول الرسول ﷺ: ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: أربع في أمتي من أمر الجاهلية: لا يتركونهن الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب رواه مسلم في الصحيح.
والنياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت. وقال ﷺ: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، أو تنتفه. والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة. والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة. وكل هذا من الجزع، فلا يجوز للمرأة ولا للرجل فعل شيء من ذلك، والواجب على أهلك أيتها السائلة أن يقبلوا هذه الوصية، ويحذروا من النياحة عليك؛ لأن النياحة تضرهم وتضر الميت، كما في الحديث الصحيح: الميت يعذب في قبره بما نيح عليه فلا يجوز لهم النياحة على الميت.
أما البكاء بدمع العين وحزن القلب فلا حرج فيه، إنما الممنوع رفع الصوت بالصياح لقول النبي ﷺ لما مات ابنه إبراهيم: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا- وأشار إلى لسانه- أو يرحم[1].
  1. هذا السؤال والإجابة عنه تابع لشريط رقم 12 برنامج نور على الدرب الوجه الأول. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 9/338).
فتاوى ذات صلة