حكم من تخل ببعض الفرائض وبالطهارة لكبر سنها

السؤال:

السائل (ن. المنصور الفرعة) يقول: امرأة كبيرة في السن تصلي فروضًا وتترك أخرى، وإذا صلت يكون عليها نجاسة، وتفوت بعض الأشياء، هل يلحقها شيء في ذلك؟

الجواب:

إذا كان عقلها قد اختل ما عليها شيء ما هي مكلفة، إذا كان هذا بسبب عقلها اختل ما عليها شيء، أما إذا كان لا ما هو بعقلها معها لأنها قد تنسى شيئًا يبين لها إذا كانت عاقلة تفهم، أما إذا كان قد اختل عقلها لكبر سن أو لمرض، أو ما أشبه ذلك، فالله -جل وعلا- رفع عنها القلم، يقول النبي ﷺ: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق ومن كان عقله مختل مثل المجنون سواء، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ.

لعل لكم سماحة الشيخ كلمة توجيهية للأبناء والبنات في العناية بوالديهم عند كبر سنهم وعجزهم؛ لأن الملاحظ أن بعض الأولاد والبنات يهملون والديهم في كبر السن يا شيخ.

الشيخ: الواجب على البنين والبنات تقوى الله في هذا، وأن يحسنوا إلى والديهم، وأن يصبروا، قد صبر الوالدان عليهم في صغرهم، وربياهم وأحسنا إليهم، فالواجب على الأولاد أن يتقوا الله في الوالدين، وأن يحسنوا إليهما، وأن يصبروا على ما قد يقع من التعب لمرضهما، أو اختلال عقلهما لا بد من الصبر، الله يقول -جل وعلا-: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۝ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا[الإسراء:23-24]، ويقول -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان:14].

فالواجب الصبر على الوالدين، والإحسان إليهما، وتحمل ما قد يقع من الأذى، وفي الحديث: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين ويقول النبي ﷺ: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين جعل عقوق الوالدين قرين الشرك، وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: من الكبائر شتم الرجل والديه قيل: يا رسول الله، وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه فإذا كان سبه للناس سبًا لوالديه لأنهم يسبون والديه إذا سب والديهم فكيف إذا سبهما، وأساء إليهما الأمر أعظم، نسأل الله العافية.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة