حكم مقاطعة الأخ التارك للصلاة بعد نصحه

السؤال: هذا السائل محمد علوي قايد يماني الجنسية يسأل أيضاً ويقول: لي أخ من أبي وأمي لا يصلي وقد نصحته وبينت له ما وعد الله به قاطع الصلاة في الدنيا وفي الآخرة، وما يحل به من عذاب في القبر ولم يستجب للنداء، وقد أمضى معي في الغربة حوالي أربع سنوات وأنا أنصحه ولكن بدون فائدة، والسؤال: هل يجوز لي مقاطعته؟ وهل يجوز رد السلام عليه؟ وهل إذا قاطعته وكانت هذه المقاطعة سبب في غضب والدتي علي، هل علي في ذلك إثم؟ ويسأل عن الأكل والشرب معه إلى آخره؟  

الجواب: قد أحسنت في نصيحته والاستمرار في ذلك، أما كونه استمر في مقاطعة الصلاة ولم يوفق لقبول النصيحة، فهذا إلى الله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فعليك أن تدعو له كثيراً بالهداية وهكذا الوالدة تدعو له بالهداية: أن الله يهديه ويرده إلى الصواب، في السجود في آخر الصلاة، في أوقات الإجابة مثل: آخر الليل مثل: بين الأذان والإقامة لعل الله يهديه ولعل الله يستجيب دعاءك ودعاء الوالدة، أما المقاطعة فالواجب مقاطعته ما دام لم يقبل فالواجب هجره ومقاطعته، لعله يستفيد من هذا الهجر ولعل الله يهديه بذلك، ولا تتخذه جليساً يكون أكيلك أو شريبك ولا تجب دعوته إذا كان في بيت آخر إذا دعاك، بل تظهر له المقاطعة والبغضاء حتى يهديه الله عز وجل، وهكذا الوالدة عليها أن تنكر عليه وعليها أن تبغضه في الله، وعليها أن تقاطعه حتى يهديه الله؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر في الصحيح من قولي العلماء، يقول النبي ﷺ: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ويقول النبي أيضاً عليه الصلاة والسلام: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، ويقول عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة فالصلاة عمود الإسلام من أضاعها أضاع دينه نسأل الله العافية. ويقول النبي ﷺ لما ذكر الصلاة يوماً قال: من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف وهؤلاء من صناديد الكفار ومن أخبث الكفار. فبين ﷺ أن من ضيع الصلاة يحشر مع هؤلاء الكفرة نسأل الله العافية، فالمقصود أن الواجب عليك وعلى الوالدة النصيحة وقد بذلت منك النصيحة، وعلى الوالدة أن تبذل النصيحة وبعد ذلك لا بد من مقاطعة ولا بد من إعلان البغضاء له، حتى يعرف أنكما تبغضانه في الله وأنكما تقاطعانه في هذا الأمر، لعل الله يهديه ويمن عليه بالتوبة ولا مانع من النصيحة بعد ذلك بين وقت وآخر بالكلام أو بالتلفون أو بالبرقيات والكتابة أو نحو ذلك لا مانع أن يستمر المؤمن في النصيحة، لكن مع البغضاء في الله ومع الهجر في الله، كما قال الله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] فترك الصلاة كفر وضلال نسأل الله العافية، نسأل الله له الهداية ونسأل الله أن يعينك والوالدة على كل خير، وأن ينفع بنصيحتكما وأن يقبل دعواتكما له حتى يهديه الله. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة