منهج أهل السنة والجماعة في التكفير

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من السودان وباعثها أحد الإخوة من هناك يقول أخوكم محمد عمر إبراهيم من كسلا، أخونا يسأل ويقول: بعض العلماء يرى أنه لا يجوز تكفير أهل القبلة وكل من قال: لا إله إلا الله، لكن السؤال: هل كل من قال: لا إله إلا الله مع الاعتقادات الخاطئة من الشرك بالله بدعاء غيره وتقديم الشعائر لغيره، هل يعتبر هذا ضمن ما قالوا: ولا يجوز تكفيرهم؟ نرجو الإيضاح جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

نعم، أهل السنة رحمهم الله يقولون: لا يكفر المسلم بذنب، ومرادهم الذنوب التي دون الشرك، ودون الكفر كالزنا والسرقة والعقوق للوالدين أو أحدهما وشرب المسكر، ونحو ذلك، إذا فعل المسلم شيئًا من هذا ما يكون كافرًا كفرًا أكبر، ولكن يكون عاصيًا، ويكون فاسقًا، ولا يكفر بذلك ما دام موحدًا مؤمنًا وإنما فعل هذا طاعة للهوى وليس مستحلاً لما حرم الله بالسكر والربا ونحو ذلك، فهذا يكون عاصيًا، ويكون فاسقًا، ويكون ضعيف الإيمان عند أهل السنة، ولا يكون كافرًا.

لكن اختلف العلماء في ترك الصلاة كسلًا، هل يعتبر من هذا الصنف؟ أو يعتبر من أنواع الردة؟ على قولين لأهل العلم: والصواب: أنه يعتبر من نواقض الإسلام، ومن أعمال الردة، وإن لم يجحد وجوبها؛ لأنها عمود الإسلام وأعظم أركانه بعد الشهادتين، ولأنه ورد فيها من الأدلة على تعظيمها وأن تركها كفر أكبر ما لم يوجد في غيرها من فروع الإسلام.

وهكذا كل عمل أو قول يتضمن تنقص الإسلام أو الطعن في الإسلام أو الاستهزاء بالإسلام أو جحد ما جاء به الإسلام وغيره من المحرم يكون ردة عن الإسلام، كما لو استهزأ بالصلاة، أو استهزأ بالصيام أو بالحج، أو بأخبار يوم القيامة ،أو بغير ذلك من أمور الدين يكون كفره أكبر، كما قال سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ۝ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].

وهكذا سب الدين كفر أكبر، الذي يسب الإسلام أو يسب الصلاة، أو يسب الرسول عليه الصلاة والسلام يكون كفرًا أكبر نعوذ بالله من ذلك.

وهكذا من استغاث بالأموات أو بالأصنام، أو دعاهم لكشف ضر أو جلب نفع أو طلبهم المدد، المدد المدد يا سيدي فلان، أو من الأصنام، أو من الأشجار أو من الجن كل هذا يكون كفرًا أكبر؛ لأن هذا مما يناقض لا إله إلا الله، فلابد في حق من قال: لا إله إلا الله، أن لا ينقضها بأعماله ولا بأقواله، ولابد أن يعتقد ما دلت عليه من توحيد الله، وأنه مستحق العبادة  فإذا قالها ولم يعتقد معناها أو لم يعمل بمعناها صار كافرًا، كالمنافقين يقولون: لا إله إلا الله وهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم قالوها باللسان فقط.

وهكذا كثير من المرتدين لما ينتسب إلى الإسلام يقول: لا إله إلا الله، ولكنه يتعاطى ضدها من القول والعمل، فلا ينفعه دعوى الإسلام ولا ينفعه قول: لا إله إلا الله مع كونه أتى بما يناقضها من الذبح لغير الله للجن أو دعاء غير الله كالأموات أو الأصنام أو ما أشبه ذلك، أو الاستغاثة بغير الله عند الشدائد أو ما أشبه هذا من أنواع العبادة التي يصرفها لغير الله، فإنه يكون بذلك مشركًا شركًا أكبر وعليه أن يبادر بالتوبة قبل أن يموت على ذلك. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة