وجه كون التفكير بالمخ وكون القلب محل الصلاح والفساد

السؤال:

المستمع عمر الدين السيلاني من كلومبو بسيرلنكا بعث برسالة ضمنها جمعًا من الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: يقول العلم: إن الإنسان يفكر بالمخ، ولكن هناك بعض الآيات في القرآن الكريم، وكذلك بعض الأحاديث للنبي ﷺ تشير إلى القلب مثلًا: أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ [العنكبوت:10] ثم قول الرسول ﷺ: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت؛ فسد الجسد كله، ألا وهي القلب أرجو التوضيح زادكم الله من علمه؟ 

الجواب:

ليس هناك منافاة بين ما في النصوص في أن القلب هو محل الصلاح والفساد، وما يقول الأطباء من جهة المخ، فإن الدماغ له صلة بالقلب، والقلب له صلة بالدماغ، كما قال أهل العلم، ولهذا قال -جل وعلا- في كتابه العظيم : أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج:46] فجعل العقل يتعلق بالقلب، فالعقل محله القلب، ولكن له صلة بالدماغ، إذا خرب الدماغ اختل العقل، فالقلب له ارتباط بالدماغ، والدماغ له ارتباط بالقلب، فإذا اختل هذا؛ اختل هذا، وإذا اختل هذا؛ اختل هذا، فليس هناك منافاة بين ما قاله الأطباء عن الدماغ، وبين ما دل عليه القرآن والسنة من أن القلب هو محل الصلاح والفساد. 

فالقلب متى صلح؛ صلح الجسد كله كما في الحديث، ومتى فسد؛ فسد الجسد كله؛ لأنه محل الإيمان، محل الخوف من الله، ومحل تعظيم حرمات الله، لكن له ارتباط بالدماغ، فإذا اختل الدماغ؛ اختل القلب، وهذا معروف عند الأطباء، معروف بالتجارب، فإنه متى أصيب الرجل في رأسه؛ اختل شعوره كثيرًا في كثير من الأحيان بالضربة التي تكون في رأسه.

فالحاصل: أن الرأس له صلة بالقلب، والقلب له صلة بالدماغ، فلا منافاة بين هذا وهذا. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة