الحكمة في تعدد لغات العالم

السؤال: هنا سؤال بعث به أخ من الأردن يقول رائد رفيق الخطيب ، أخونا يقول: لماذا تعددت اللغات في العالم، مع العلم أن جميع الأمم من أصل واحد هو أبونا آدم وأمنا حواء ؟

الجواب: الله أعلم، سبحانه، ربك هو الحكيم العليم، ليس عندنا يعني يقين بالحكمة في هذا ولكن نعلم أن ربنا حكيم عليم، يقول جل وعلا: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83] ويقول سبحانه: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:11]، فلحكمته البالغة جعل اللغات متعددة، وجعل الناس ألواناً كذلك، كما قال وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ [الروم:22].
فقد يكون من الحكمة الدلالة على قدرته العظيمة، وأنه سبحانه قادر أن يجعل لهؤلاء لغة، ولهؤلاء لغة، ولهؤلاء لغة، فإن هذا أبين في القدرة العظيمة، وقد يكون من الحكم أشياء أخرى لا نعقلها ولا نفهمها، وقد يفهمها غيرنا من أهل العلم.
فالحاصل: أن من أوضح الحكم في ذلك: أنه سبحانه وتعالى قدير، ولهذا جعل لغات الناس متعددة، وأخبر أن هذا من آياته: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ [الروم:22] يعني: لغاتكم وَأَلْوَانِكُمْ [الروم:22] فكما جعلهم ألواناً؛ فيهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك، وجعلهم أيضاً مختلفين في الأحجام، هذا طويل وهذا قصير، وهذا بين ذلك، وجعلهم مختلفين في الأخلاق والعقول، فهكذا مسألة اللغات، كلها تدل على قدرته العظيمة، وأنه يتصرف كما يشاء سبحانه وتعالى، وقد تكون هناك حكم كثيرة لا نفهمها. نعم.
فتاوى ذات صلة