حكم الهم بالمعصية في مكة أو المدينة

السؤال:

يسأل أخونا (ع. ف. غ) فيقول: ما حكم من هم بمعصيةٍ في مكة المكرمة، ولكنه لم يفعلها؟ هل يعد كمن فعلها؟ وهل للإقامة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة آداب، وأحكام خاصة بهما؟

الجواب:

من هم بالمعصية في الحرم الشريف المكي؛ استحق العقاب، هذا شيء خاص بالحرم المكي؛ لأن الله يقول سبحانه: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25] هذا وعيد شديد، يدل على أنه إذا هم بالمعصية ولو لم يفعل، يستحق العقاب، فالواجب الحذر على من كان في مكة الحذر، وهكذا في المدينة يجب الحذر؛ لأن الرسول ﷺ حرم المدينة كما حرم إبراهيم مكة، فالواجب الحذر من المعاصي كلها، والهمة بها، والعزم عليها.

أما في غير مكة، والمدينة؛ فالهم لا يؤاخذ به، إذا هم بالسيئة فلم يعملها؛ لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فإن تركها من أجل الله، كتبت حسنة، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ. 

فالإنسان إذا هم بالسيئة في أي مكان -غير مكة والمدينة- له ثلاث حالات: إحداها: أن يهم بالسيئة، ثم يتركها تشاغلًا عنها، هذا ليس عليه شيء، الثانية: يهم بها، ثم يدعها لله، خوفًا من الله، هذه تكتب له حسنة، الثالث: هم بها وعمل ما استطاع من الفعل السيئ، فهذا يؤاخذ بذلك، للحديث الصحيح، يقول ﷺ: إذا التقى المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل، والمقتول في النار قيل: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه يعني: قد فعل أشياء، فهكذا الإنسان إذا هم بالسيئة، وهتك الحرز، وحاول أخذ المال، يأثم بهذه الأشياء؛ لأنها كلها محرمة عليه، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة