نصيحة لمن أراد التفقه في الدين

السؤال: رسالة مطولة باعثها أحد الإخوة المستمعين من السودان يقول: إنه مقيم في ليبيا، أخونا يقول: إن له رغبة شديدة في التفقه في الدين، وأن يتعلم التفسير وتجويد القرآن الكريم، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه حيال هذه الأمور جزاكم الله خيرا.

الشيخ: وهو في ليبيا؟
المقدم: نعم، هو مقيم في ليبيا وسوداني الأصل واسمه علي أحمد آدم.
الشيخ: هذا عمل طيب ورغبة طيبة، ينبغي له أن يسارع إلى ذلك ويبادر بذلك وإذا وجد في ليبيا من علماء السلف الصالح المعروفين بالخير من يتفقه عليهم فالحمد لله، فإن لم يجد في ليبيا من يقوم بذلك شرع له أن ينتقل عنها إلى محل آخر يجد فيه علماء الشرع حتى يتفقه عليهم، وحتى يتعلم عليهم كتاب الله وتجويده.
فالحاصل: إنه إن وجد في ليبيا من يحصل به المقصود فالحمد لله يبادر ويقرأ عليهم ويتعلم ويستفيد ويتفقه، فإن لم يجد انتقل إلى غير ليبيا حتى يجد من يتعلم عليهم علوم الشرع المطهر ويتعلم عليهم علوم القرآن وتجويد القرآن ويقول النبي ﷺ: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، ويقول ﷺ: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة، فطلب العلم من أهم الأمور، ومن أفضل العبادات وهو واجب على كل مسلم أن يتعلم ما لا يسعه جهله كل مسلم عليه أن يتعلم ما لا يسعه جهله فيما أوجب الله عليه وما حرم عليه. نعم.
المقدم: هل تنصحونه بكتب معينة سماحة الشيخ؟
الشيخ: نعم، ننصحه أولًا بكتاب الله، ننصحه أن يتعلم كتاب الله ويتحفظه ويكثر من تلاوته وتدبر معانيه مع من تيسر من إخوانه الطيبين هناك، فإن كتاب الله هو أصل كل خير، هو ينبوع الهدى كما قال الله : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، قال : كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [ص:29]، وقال سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24]، وقال جل وعلا: وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام:155].
فنوصي جميع المسلمين بالعناية بكتاب الله والإقبال عليه والإكثار من تلاوته والعناية بحفظه وتدبر معانيه والعمل بذلك، هذا هو المشروع للجميع وتعلمه وتعليمه فرض كفاية على المسلمين.
ثم يشرع للمؤمن أن يلتمس أهل العلم والبصيرة حتى يتفقه عليهم، وحتى يسألهم عما أشكل عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ثم ننصح بعد ذلك بكتب الحديث الصحيح، كالصحيحين فإنهما أعظم كتاب بعد كتاب الله عز وجل.
ثم السنن الأربع: سنن أبي داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه فإنها كتب عظيمة وهي كتب السنة وإن كان فيها بعض الأحاديث الضعيفة لكنها كتب عظيمة وغالب ما فيها أحاديث صحيحة وفي إمكان طالب العلم أن يعرف ما فيها من الضعيف بالطرق التي رسمها أهل هذا العلم، أو بسؤال أهل العلم العارفين بهذا، ومثل: رياض الصالحين كتاب جيد مفيد غالبه أحاديث صحيحة، ومثل منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية كتاب جليل، ومثل: بلوغ المرام للحافظ ابن حجر كتاب جيد مفيد، ومثل: عمدة الحديث للشيخ عبدالغني المقدسي ، هذه كتب عظيمة في الحديث ينبغي للمؤمن أن يعتني بها حسب طاقته. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة