صلاة السفر وكيفيتها

السؤال:

أحد الإخوة المستمعين يقول: أخوكم محمد حسين بدوي مصري يعمل في الأردن، سمعت عن صلاة المسافر، وأن عليه القصر في الصلاة، ونحن مسافرون ونقيم، لكن زوجاتنا في بلداننا الأصلية، حدثوني عن صلاة السفر تلك؛ لأني لم أسمع بها من ذي قبل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

صلاة السفر ركعتان في الظهر والعصر والعشاء كما قال الله -جل وعلا-: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ [النساء:101] والضرب: السفر، وقوله سبحانه: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا [النساء:101]،

فهذا عند أهل العلم منسوخ، وليس بشرط؛ لأن الرسول ﷺ قصر وهو آمن، فدل ذلك على أنه ليس بشرط، وإنما هو وصف أغلبي، أو منسوخ كما قال جماعة من أهل العلم، وليس بواجب، القصر مستحب، فلو صلى أربعًا وهو مسافر؛ فصلاته صحيحة كما صلى عثمان الخليفة الراشد بالمسلمين في آخر حياته في حجاته، صلى تمامًا؛ فلا حرج في ذلك، ولكن القصر أفضل، فإذا كان مسافرًا فإنه يصلي ثنتين حال سفره.

وهكذا لو مر ببلاد، وأقام فيها يومًا، أو يومين، أو ثلاثًا، أو أربعًا؛ قصر أيضًا، فإن عزم على إقامة في البلد أكثر من أربعة أيام؛ فإنه يتم عند جمهور أهل العلم وأكثرهم. 

أما إذا أقام إقامة لا يعرف متى تنتهي، مر بالبلد وله حاجة، يلتمس إنسانًا له حاجة عنده، أو له خصومة، ما يدري متى تنتهي، أو له ضالة ينشدها، أو لقطة ينشدها، ما يدري متى يجدها؛ فإنه يقصر، ولو طالت مدته، ما دام لا يدري متى ينتهي.

أما إذا عزم على إقامة معلومة، أربعة أيام فأقل؛ فإنه يقصر، فإن عزم على إقامة معلومة أكثر من أربعة أيام؛ فإنه يتم عند أكثر أهل العلم، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة