ما السنن الرواتب والنوافل في اليوم والليلة؟

السؤال:

سؤالها الأخير تقول: هل توجد صلاة لكل يوم وليلة، أي: نوافل؟ وهل كان النبي محمد ﷺ يصليها؟ وهذا السؤال في الحقيقة يتكرر كثيرًا من بعض المستمعين، وخاصة في العراق، وفي جمهورية مصر العربية، ونرجو توضيح ذلك لهم، وفقكم الله.

الجواب:

النبي ﷺ كان يحافظ على ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته -عليه الصلاة والسلام-، يحافظ عليها مع الصلوات اثنتي عشرة ركعة: أربع قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين قبل صلاة الصبح، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، هذه اثنتا عشرة ركعة، كان النبي ﷺ يحافظ عليها -عليه الصلاة والسلام- في يومه وليلته، وصح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: من صلى ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعًا بنى الله له بيتًا في الجنة ثم بينها قال: أربعًا قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل صلاة الصبح هذه ثنتا عشرة ركعة، كان النبي ﷺ يحافظ عليها في يومه وليلته، مع الصلوات الأربع: الظهر والمغرب والعشاء والفجر، وجاء عنه ﷺ أنه حث على أربع قبل العصر قال: رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر.

أما التي حافظ عليها -عليه الصلاة والسلام- في الحضر والإقامة، وهي ثنتا عشرة ركعة كما تقدم، وهي: أربع قبل الظهر، وثنتان بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء، وثنتان قبل صلاة الصبح، والأفضل فعلها في البيت، هذا هو الأفضل؛ لقول النبي ﷺ: أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.

وشرع للناس أيضًا -عليه الصلاة والسلام- التهجد والوتر، كان يحافظ عليه التهجد بالليل والوتر بالليل كان يحافظ عليه حتى في السفر، مع سنة الفجر كان يحافظ على هذا في السفر والحضر، الوتر في الليل، وسنة الفجر قبل الفريضة ركعتين، كان يحافظ على ذلك سفرًا وحضرًا. 

أما سنة الظهر، سنة المغرب، سنة العشاء فكان يتركها في السفر -عليه الصلاة والسلام-، ويأتي بها في الحضر.

ومما شرعه -عليه الصلاة والسلام- للناس سنة الضحى ركعتان فأكثر، ثبت عنه ﷺ أنه أوصى أبا هريرة، وأوصى أبا الدرداء بسنة الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والإيتار قبل النوم، وكان أسباب ذلك -والله أعلم- أنهما يشتغلان بالحديث في أول الليل؛ فأوصاهما بالوتر أول الليل، أما من كان يطمع أن يقوم آخر الليل فالوتر من آخر الليل أفضل، كما هو فعله ﷺ، وكما أوصى به النبي ﷺ حيث قال: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة؛ وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح.

فالإيتار في آخر الليل أفضل لمن طمع في ذلك، وقدر عليه، أما من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر في أول الليل، هذا هو الأفضل له، فهذه الأشياء التي كان يحافظ عليها النبي ﷺ ويدعو إليها -عليه الصلاة والسلام- بيناها في جواب السائلة.

فينبغي للمسلم أن يحافظ على هذه الأشياء، وأن يعتني بها كما اعتنى بها نبينا ﷺ، وحافظ عليها -عليه الصلاة والسلام-، وحث عليها الأمة، اللهم صل عليه وسلم، نعم.

فتاوى ذات صلة