هل يبدأ براتبة الفجر من استيقظ قبيل طلوع الشمس؟

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: رسمي شفيق عبدالنصير، يقول في أحد أسئلته: إنني أقوم صباحًا في بعض الأيام متأخرًا، ولم يبق على طلوع الشمس سوى ست، أو سبع دقائق، وأتوضأ، فهل أبدأ بصلاة الفرض، أم بسنة الصبح؛ لأنني أخشى إن صليت السنة أن تطلع الشمس، ويخرج وقت صلاة الفرض؟ 

الجواب:

الواجب عليك أن تركب الساعة على وقت الفجر قبله بقليل حتى تقوم قبل الأذان، وتتهيأ للصلاة، وتصلي مع المسلمين في الجماعة، ولا يجوز لك التأخير حتى يفوت وقت الجماعة، أو يفوت الوقت، هذا حرام، ومنكر، وتشبه بأعداء الله المنافقين.

بل الواجب على كل مسلم أن يعتني بالصلاة في الجماعة في الفجر وغيرها، ويستعين بالله، ثم بالساعة، الساعة نافعة، ما كان ما عنده من يوقظه، أو يخشى أن يغفلوا، يشتري الساعة ويجعلها عند رأسه، ويوكدها على قرب الأذان؛ حتى يستيقظ مع الأذان، فيتمكن من الوضوء والغسل إن كان عنده زوجة، والحضور مع المسلمين في المساجد حتى يصلي الجماعة، هذا هو الواجب على المسلم، ولا يجوز له التأخر عن هذا والتساهل بهذا، والتساهل بهذا من مشابهة المنافقين، الذين قال الله فيهم سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] ثم يتوجه إلى المسجد، فيصلي مع الناس. 

وإذا كان فاتته الصلاة؛ يبدأ بالسنة الراتبة يصلي ركعتين خفيفتين السنة الراتبة، ثم يصلي الفريضة، كان النبي ﷺ يصليهما ولو فات الوقت، ربما نام عن الصلاة في بعض أسفاره ﷺ فلم يستيقظوا إلا بحر الشمس، فإذا قام أمر بالأذان، وصلى السنة الراتبة، وصلى الفجر، عليه الصلاة والسلام.

فالمؤمن إذا غلبه النوم، ولم يقم إلا متأخرًا؛ فإنه يصلي سنة الفجر، ثم يصلي الفريضة، ولو طلع الفجر، ولو طلعت الشمس، ولو بعد طلوع الشمس؛ السنة أن يقدمها قبل الصلاة، ولو عند طلوع الشمس، لكن لا يجوز له أبدًا أن يتأخر في القيام إلى الصلاة إلى أن تفوته صلاة الجماعة، بل يجب وجوبًا، ويتعين عليه أن يفعل الأسباب التي تجعله يستيقظ حتى يحضر الصلاة مع المسلمين في أوقاتها في الفجر، وفي غيرها، رزق الله الجميع الهداية.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة