صفة جلسة الاستراحة

السؤال:

سؤاله الثالث سؤال صالح يقول: قرأت في كتاب أن النبي ﷺ في صفة صلاته أنه يجلس جلسة استراحة بعد نهوضه من السجود، وقبل القيام، فكيف تكون هذه الجلسة؛ لأنها فيما أتصور لو كانت شبيهة بجلوسه بين السجدتين لسبح المأمومون؟

نرجو بسط القول فيها، أثابكم الله.

الجواب:

هذه الجلسة تسمى عند الفقهاء: جلسة الاستراحة، وهي جلسة خفيفة، كان النبي يفعلها ﷺ بعد الركعة الأولى، وقبل قيامه للثانية، وهكذا بعد الثالثة قبل قيامه للرابعة، رواها عنه مالك بن الحويرث في البخاري، ورواها عنه أيضًا أبو حميد الساعدي، والحديثان صحيحان، وهما دالان على أنها سنة، وقد جاء في حديث أبي حميد الساعدي أنه يجلس مثل جلسته فيما بين السجدتين، هذا هو الأفضل فيها، وهي جلسة خفيفة، ليس فيها ذكر، وليس فيها دعاء.

وإذا كان ذلك معلومًا من النبي ﷺ فإن الصحابة لا يسبحون به؛ لأنهم يعلمون أنه يفعل ذلك، فلا يقال: إنها لو كان يفعلها مثل جلوسه بين السجدتين لسبح به، ما دام أنه يفعل ذلك وهم يعلمون أنه يفعل ذلك، فإنهم لا ينبهونه لعلمهم بأن هذا شيء يفعله -عليه الصلاة والسلام-، ويعتاده.

والحاصل: أنها سنة، وليست واجبة، سنة وليست واجبة، هذا هو الصحيح، وقال بعض أهل العلم: إنها سنة في حق العاجز، كالمريض والشيخ الكبير والثقيل من أجل السمنة، ونحو ذلك. 

والأرجح: أنها سنة مطلقًا، وإذا تركها بعض الأحيان فلا بأس، نعم.
المقدم: ولكن الهيئة هيئة الجلوس بين السجدتين...
الشيخ: بين السجدتين هذا هو الأفضل، بين السجدتين نعم، وهذا هو الثابت في حديث أبي حميد الساعدي الأنصاري ، نعم.

فتاوى ذات صلة