حكم تأخير الصلاة لأجل الرعي وسماع المحاضرات

السؤال:

من ليبيا منطقة واد العين رسالة بعث بها أحد الإخوة من هناك يقول: إدريس فرج الشاعري، أخونا له جمع من الأسئلة يسأل ويقول: نعلم أن تأخير الصلاة عن وقتها جرم وذنب وأي ذنب، ولكن هناك ظروف قد تؤدي بي إلى تأخير الصلاة عن وقتها، كأن أكون راعيًا للماشية، وأسمع الأذان، ولكن أخاف أن تتلف الضأن المزروعات سواء كانت لنا أو لجيراننا فتفوتنا الصلاة، حتى ولو كنت منفردًا أو يفوتنا وقت الظهر كما في المحاضرات أو العمل فما هي نصيحتكم؟

الجواب:

الواجب على المؤمن أن يعتني بالصلاة في وقتها، وإذا كان حول المزارع التي يخشى عليها فليبدأ بإبعاد الماشية عن المزارع قبل الوقت حتى يتمكن من الصلاة في وقتها، أو الصلاة في الجماعة إذا كان حوله جماعة أو مسجد، ولا يتساهل في هذا الأمر حتى يضيق الوقت، الواجب عليه أن يتقي الله، وأن يشرع في أسباب حفظ الصلاة قبل وقتها حتى لا يقع في مشابهة أهل النفاق في إضاعة الصلوات: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142]. فالواجب على المؤمن أن يعتني بهذا الأمر.

وإن كان في محاضرات أو دراسة فإنه يقطع المحاضرة ويقطع الدراسة ويقوم للصلاة ويصلي مع المسلمين في مساجدهم.

أما إذا كان في محل ليس حوله مساجد، إنما يؤدون المحاضرة أو الندوة ثم يصلون جميعًا في محلهم، كمحل بعيد عن المساجد، ليس بقربه مساجد أو في الصحراء أو في السفر، فكل هذا لا بأس به، إذا فرغوا صلوا في الوقت، لا يؤخرونها عن وقتها، بل يصلونها في الوقت، لكن من كان في عموم المساجد وفي القرية، أو في البلد فليس له أن يؤخر الصلاة بسبب المحاضرة، أو بسبب ندوة أو بسبب غنم، أو إبل أو غير ذلك.

الواجب عليه أن يعتني بما يعينه على أداء الصلاة في جماعة، ولو كان بدؤه بإبعاد الغنم أو الإبل عن المزارع قبل دخول الوقت؛ حتى يتمكن من الصلاة في وقتها مع المسلمين، وليس له التساهل في هذا الأمر؛ لأنه يأثم بذلك. نعم.

المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة