حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبور

السؤال:

ننتقل إلى سؤال آخر عبر رسالة بعث بها المستمع فتح الرحمن علي صالح مقيم بالمملكة، ومن خطه يبدو أنه سوداني وفعلًا هو سوداني يقول: عندنا مسجد في السودان، وهو المسجد الوحيد بالقرية، وداخل سوره، أو بداخله خمسة من القبور، فقد سألت بعض العلماء فمنهم من قال: لا تجوز الصلاة فيه، ومنهم من أجازها، نرجو الإفادة جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

جميع المساجد التي فيها القبور لا يصلى فيها؛ لأن النبي ﷺ لعن من فعل ذلك، قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك فنهاهم عن اتخاذ القبور مساجد، واتخاذها مساجد بالصلاة فيها، فإن من صلى في الأرض فقد اتخذها مسجدًا، يقول -عليه الصلاة والسلام-: جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فليس للمؤمن أن يصلي في مسجد فيه قبور، ولو قبرًا واحدًا، ولا يجوز للمسلمين أن يفعلوا ذلك، بل يجب عليهم أن تكون قبورهم خارج المساجد، في مقابر مستقلة كما فعله النبي ﷺ في المدينة، ما كان يقبر في المساجد، المقبرة معروفة وحدها في البقيع.

وهكذا المسلمون في كل مكان، المقابر وحدها مستقلة، لا يجوز الدفن في المساجد، ولا يجوز بناء المساجد على القبور أيضًا لا هذا ولا هذا، لا يُبنى مسجد على قبر، ولا يدفن الميت في المسجد بعد بناء المسجد، لا هذا ولا هذا. 

الواجب أن تكون القبور خارج المساجد، ولا تكون في المساجد، وكل مسجد فيه قبور لا يصلى فيه، ولا تصح الصلاة فيه؛ لأن هذا فيه مشابهة اليهود والنصارى في أعمالهم القبيحة، ولهذا لعن الرسول من فعل هذا -عليه الصلاة والسلام- وهذا يدل على بطلان الصلاة، لما ذمهم النبي ﷺ وعابهم، ولعنهم على هذا الفعل دل على بطلانها، نسأل الله السلامة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة