توقظ زوجها لصلاة الفجر فلا ينهض أحيانا من التعب والسهر

السؤال:

بعد هذا ننتقل إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من الرياض، باعثتها إحدى الأخوات المستمعات تقول: أختكم أم هاجر، أم هاجر لها رسالة، وضمنتها جمعًا من الأسئلة، في أحدها تقول: إنني زوجةٌ والحمد لله مسلمةٌ مصلية، ولي زوجٌ مسلم، أدعو الله أن يجازيه خيرًا عن معاملته الطيبة لي، ولا أعتب عليه يا سماحة الشيخ في شيء، غير أنه يعمل دوامين، ويعود متأخرًا حوالي الحادي عشرة مساءً، ولأنني وحيدة، ولا أخرج تقريبًا أبدًا إلا يوم إجازته، فهو يسهر معي حتى يؤنس وحشة الوحدة، وعندما أستيقظ في الفجر لأصلي، أوقظه، ولكن نومه ثقيل، وطلب مني أن أمسح وجهه بالماء حتى يستيقظ، ولكنه في بعض الأحيان لا يستيقظ نتيجةً لذلك السهر، فهل علي إثم؟ وهل علي أنا إثمٌ في أنني فشلت في إيقاظه؟ وهل هناك أكثر من الماء لإيقاظه؟ وجهوني، ووجهوا ذلك الرجل جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أنت مأجورة، جزاك الله خيرًا على عملك، وهذا عملٌ طيب، وهذا من التعاون على البر والتقوى، وليس عليك، ولا عليه شيء، إذا كان غلبه الأمر، وليس باختياره، ولم يتعمد التساهل في ترك الصلاة ذلك الوقت، حين مسحت وجهه بالماء، ومسح الوجه بالماء جاء به النص عن النبي ﷺ، رش الماء، رش الزوج بالماء، وإيقاظه بالماء؛ هذا جاء به النص، فأنت مأجورة، وهو مأجور حين أمرك بذلك، وسمح بذلك، وأنتما على خير إن شاء الله.

لكن ينصح هو بأن يترك أحد الدوامين، يستقيل من أحد الدوامين، يطلب من مرجعه أن يسامح أحد الدوامين، حتى لا يتعب نفسه، ولا يشق على نفسه، ولا على أهله، وحتى لا يضيع الصلاة، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، سوف يرزقه الله إن شاء الله ما يغنيه هذا عن الدوام الثاني، حتى يستريح، ويريح أهله، ويحافظ على ما أوجب الله عليه؛ لأن الإنسان طاقته محدودة، فينبغي له أن لا يكلف نفسه دوامين، مادام بهذه الحالة؛ يشق على نفسه، ويشق على أهله، وربما ترك الصلاة في الجماعة بسبب ذلك، ولو كان على غير عمد واختيار، لكن يكون متسبب في هذا الشيء.

فالذي ننصحه في هذا؛ أن يدع أحد الدوامين حتى يتفرغ لإيناس أهله، وراحة نفسه وبدنه، وراحة قلبه، وحتى يحافظ على الصلوات مع الجماعة في أوقاتها، هذا فيه خيرٌ عظيم.

أما إذا كان تركه للقيام للصلاة من أجل غلبة النوم، ولم يتعمد ذلك، ولم يتساهل في ذلك، ولكن غلب في بعض الأحيان، فلا يضره ذلك، إذا غلب في بعض الأحيان، لكن أخشى عليه أن يكون في ظاهر الدوامين نوع من الجشع، والحرص على المال، فيضره ذلك؛ لأنه يسبب له هذه المشاكل، مع أهله، وفي الصلاة، فإنه مطلوب منه أن يؤنس أهله، وأن يجتهد في الإحسان إليهم، وفي إحسان عشرتهم، كما قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، وباتخاذ الأسباب التي تعينه على الصلاة في الجماعة، وأدائها مع إخوانه، فأخشى أن يكون هذا الدوام الثاني، أن يكون عليه فيه تبعة، إذا كان غير مضطر إليه، نسأل الله للجميع الهداية.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة