حكم من يترك صلاة الفجر

السؤال:

تقول: بعض الأشخاص لا يصلون صلاة الفجر، ويصلون الصلوات الأخرى، فهل صلاتهم هذه مقبولة؟ 

الجواب:

الصحيح من أقوال العلماء أن من ترك واحدة من الصلوات؛ كفر، ولا تقبل بقية الصلوات، ولا بقية أعماله؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، من حفظها؛ حفظ دينه، ومن ضيعها؛ فهو لما سواها أضيع، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر وقال -عليه الصلاة والسلام-: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وليس لقوله: بين الرجل وبين الكفر مفهوم، الأحكام تعم الرجال والنساء، فكل حكم يرد في الرجل؛ فهو للنساء، وكل حكم يرد في النساء؛ فهو للرجل، إلا ما خصه الدليل.

والخلاصة: أن من ترك الصلاة من الرجال والنساء كفر بذلك، ولو لم يجحد وجوبها، هذا هو الصواب من قولي العلماء، وهو المعروف عن أصحاب النبي ﷺ.

فالواجب على من ترك الصلاة، أو ترك فرضًا منها أن يتوب إلى الله، وأن يبادر بالرجوع إليه، والتوبة إليه توبة نصوحًا، والله يتوب على التائبين، سواء كانت صلاة الفجر، أو المغرب، أو العشاء، أو الظهر، أو العصر، أو الجمعة.

والواجب على أقاربه وإخوانه وزملائه أن ينصحوه، وأن يوجهوه إلى الخير، وأن ينكروا عليه ما تساهل فيه من الصلاة، فإن لم يبال؛ رفع أمره إلى ولي الأمر؛ حتى يعاقب بما يستحق، ولا يجوز السكوت عنه، ولا التساهل معه؛ لأن الله يقول -جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] ويقول النبي ﷺ: من رأى منكم منكرًا؛ فليغيره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع؛ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان

وترك الصلاة أعظم المنكرات بعد الشرك، أعظم الذنب بعد الشرك ترك الصلاة، وتركها من الكفر داخل في الشرك، والكفر للحديث السابق، وهو قوله ﷺ:  بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر.

وثبت عنه ﷺ أنه لما سئل عن بعض الأمراء الذين يخالفون بعض الشرع سأله السائل: هل نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة وفي رواية: إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم من الله فيه برهان فجعل ترك الصلاة برهانًا على الكفر الأكبر، أنه يبيح الخروج على ولاة الأمور. وجعل إقامتها برهانًا على الإسلام، وأنه لا يجوز الخروج على من أقام الصلاة.

فالحاصل: أن الواجب على كل مسلم أن يؤدي الصلاة، في أوقاتها، وهكذا المسلمات من النساء يجب على كل مسلم ومسلمة مكلف أن يؤدي الصلاة في أوقاتها، ومتى ترك واحدة منها من الصلوات الخمس كفر بذلك، فإن تركها كلها كفر أيضًا من باب أولى، نسأل الله السلامة.

وقد يفعل بعض الناس منكرًا آخر، وهو أنه يصلي في رمضان، ولا يصلي في غير رمضان، أو يصلي الجمعة، ولا يصلي غيرها، وهذا أشد كفرًا ممن ضيع صلاة الفجر، نسأل الله العافية.

فالحاصل: أن من ترك الصلاة يومًا، أو شهرًا، أو سنة، أو في الأسبوع مرة، أو في الأسبوع مرتين؛ فهو كافر بكل حال، بل كلما كان الترك أكثر؛ صار الكفر أشد -نسأل الله العافية- نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة