حكم مكث أهل الميت في البيت للعزاء مع الذبح

السؤال:

الأخت (ش. ح. م) من ليبيا بعثت برسالة ضمنتها جمعًا من الأسئلة هي وأخواتها، يقلن في أحد الأسئلة: في بلادنا عندما يموت إنسان يبقى أقارب الميت في العزاء مدة سبعة أيام، لا يبرحون مكان العزاء، ويتردد المعارف على مكان العزاء من ثلاثة أيام، تذبح الذبائح طيلة تلك المدة، ماذا عن ذلك؟ جزاكم الله خيرًا، ونرجو النصح والتوجيه. 

الجواب:

ليس للعزاء مدة معلومة، بل السنة للمؤمن والمؤمنة التعزية على أي حال كانت في الطريق، أو في البيت بعد الموت، قبل الصلاة وبعدها، وقبل الدفن وبعده، وليس لذلك مدة معلومة، ولا مكان معلوم، بل المؤمن يعزي إخوانه في الله، والمؤمنة تعزي أخواتها في الله، وأقاربها وجيرانها تعزيهم، وأما كونهم يلزمون البيت سبعة أيام، أو ثلاثة أيام، هذا شيء لا أصل له، بل يخرجون في حاجاتهم وفي أعمالهم ومن صادفه في الطريق، أو في محل العمل، أو في البيت عزاهم، وإذا جلسوا في البيت وقت الجلوس المعتاد، وجاءهم إخوانهم، وعزوهم فلا بأس، أما أنه يصنعون للناس وليمة يذبحون ذبائح من أجل الميت فهذا بدعة من عمل الجاهلية، لا أصل له، يقول جرير بن عبد الله البجلي  الصحابي الجليل : كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن، كنا نعده من النياحة.

فليس لأهل الميت أن يصنعوا الطعام للناس بسبب الميت، لكن إذا أهدى إليهم جيرانهم أو أقاربهم طعامًا فهذا لا بأس به، بل هو مستحب أن يهدي الجيران، أو الأقارب لأهل الميت يصنع طعامًا؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، فقد فعله النبي ﷺ، أمر أهل بيته -عليه الصلاة والسلام- لما جاء خبر موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب من الشام، قال ﷺ لأهله: اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم، فإذا صنع الجيران، أو الأقارب لأهل الميت طعامًا فهذا مشروع، وإذا دعا إليه أهل الميت جيرانهم، ومن نزل بهم من الضيوف، وأكلوا فلا بأس؛ لأنه قد يكون طعامًا كثيرًا، فيحتاج إلى من يأكله، فإذا دعوا جيرانهم، أو بعض أقاربهم للأكل معهم فلا بأس بذلك.

وهكذا لو نزل بهم ضيف، لو نزل بأهل الميت ضيف، وصنعوا له طعامًا فلا حرج في ذلك؛ لأن هذا ليس من أجل الميت، بل من أجل الضيف، وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة