هل ليلة القدر للناس كلهم؟

السؤال:

حدثونا لو سمحتم عن ليلة القدر، وهل هي للناس كلهم؟ أو لكل واحد على حدة؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

ليلة القدر ليلة عظيمة، بين الله شرفها سبحانه في كتابه العظيم، حيث قال : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3]، وقال سبحانه في سورة الدخان: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ۝ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3-4] هي ليلة عظيمة، وأخبر النبي ﷺ أنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتني بها ﷺ وكان يقوم العشر الأواخر من رمضان، يتحرى هذه الليلة، ويقول: التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر يعني الأوتار أرجى وأحرى، إحدى وعشرين، ثلاث وعشرين، خمس وعشرين، سبع وعشرين، تسع وعشرين، مع أنها تلتمس في الليالي كلها، لكنها في الأوتار أحرى، وأحراها ليلة سبع وعشرين.

والسنة للمسلمين رجالًا ونساء أن يتحروها في العشر كلها، وأن يجتهدوا في قيام هذه الليالي بالصلاة، والقراءة، والدعاء؛ تأسيًا بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وطلبًا لهذه الليلة، والله يقول فيها سبحانه: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3] يعني العمل فيها، والاجتهاد فيها بالأعمال الصالحات أفضل من العمل في ألف شهر مما سواها، وهذا فضل عظيم، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، هل هي للناس كلهم أم لأشخاص دون أشخاص؟

الشيخ: للناس كلهم من تقبل الله منه، ووفقه للعمل فيها؛ حصل له هذا الأجر، سواء كان عربيًا، أو عجميًا، حضريًا، أو بدويًا، رجلًا، أو امرأة في أي مكان من الأرض، إذا اجتهد في هذه الليالي، وهو مسلم، ويرغب في الخير، اجتهد، وعمل الصالحات، فالله يعطيه أجره، سبحانه وتعالى، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، كيف يعرف المرء أنه أصاب ليلة القدر؟

الشيخ: أخبر النبي ﷺ أنها تطلع الشمس في صباحها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب الصحابي الجليل قد راقب ذلك سنوات كثيرة، فرآها تطلع صباح يوم سبع وعشرين، ليس لها شعاع، وكان يحلف على أنها ليلة سبع وعشرين بسبب هذه العلامة. 

ولكن الصواب أنها قد تكون في غيرها، قد تكون عدة سنوات في ليلة سبع وعشرين، وقد تكون في سنوات أخرى في إحدى وعشرين، أو في ثلاث وعشرين، أو في خمس وعشرين أو في غيرها، فالاحتياط، والحزم، الاجتهاد في الليالي كلها، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة