فضل أكلة السحور

السؤال: سماحة الشيخ! وردتنا مجموعة كبيرة من الرسائل، ونبدأها برسالة سعود بن محمد المطيري، يقول: كثيراً ما نسمع عن السحور في شهر رمضان المبارك، ونسمع في الأحاديث التي تلقى في المساجد أن السحور بركة، لكننا أحياناً لا نشتهي الفطور بسبب العشاء المتأخر، ونترك هذه البركة، هل علينا إثم في ذلك أم لا، وفقكم الله؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فلا ريب أن السحور سنة وقربة؛ لأن الرسول أمر بذلك عليه الصلاة والسلام، قال: تسحروا؛ فإن السحور بركة، وقال عليه الصلاة والسلام: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وكان يتسحر عليه الصلاة والسلام، فالسنة السحور، ولكن ليس بواجب، من لم يتسحر فلا إثم عليه، لكن ترك السنة، فينبغي أن يتسحر ولو بقليل، ليس من اللازم أن يكون كثيراً، يتسحر بما تيسر ولو تمرات أو ما تيسر من أنواع الطعام في آخر الليل، فإن لم يتيسر أو لم يشته الطعام فيشرب شيء من اللبن أو على الأقل الماء، يحسو من الماء ما تيسر، ولا يدع السحور، فأكلة السحر فيها بركة، وفيها خير كثير، وفيها عون للصائم على أعماله في النهار، فينبغي للصائم أن لا يدع السحور ولو قليلاً، لقول النبي ﷺ: تسحروا فإن في السحور بركة هكذا يقول عليه الصلاة والسلام، وهذه البركة لا ينبغي أن تضيع، بل ينبغي للمؤمن أن يحرص عليها ولو بشيء قليل من الطعام أو من التمرات أو من اللبن؛ يستعين بذلك على أعمال النهار الدينية والدنيوية. نعم. 
فتاوى ذات صلة