حكم من أفطر رمضان لمرض

السؤال:

الرسالة التالية رسالة وصلت إلى البرنامج من ليبيا، وباعثها مستمع من هناك رمز إلى اسمه بالحروف (ع. ع. أ) أخونا رسالته مطولة بعض الشيء يقول فيها: إنني مرضت مرضًا شديدًا مما اضطرني إلى السفر إلى الخارج خارج العالم الإسلامي للعلاج، وقد جاء رمضان الكريم، وأنا في الخارج فأمرني الطبيب المسيحي بالإفطار بحجة أن الأدوية قد تضرني إذا لم أتناول الطعام وخاصة الماء، الأمر الذي اضطرني إلى الإفطار وطلب مني الطبيب الاستمرار في العلاج مدة طويلة، وعند عودتي استشرت طبيبًا مسلمًا فطلب مني الإفطار هذا العام كذلك، ولقد جربت الصوم ولكنني شعرت بتدهور صحتي، ماذا علي من العمل تجاه هذا الوضع؟ وهل علي إطعام بدلاً من الصوم؟ مع العلم أنني موظف محدود الدخل، أرجو منكم الرد وإعادة السكينة والطمأنينة إلى نفسي، والسلام عليكم ورحمة الله؟

الجواب:

لا حرج عليك يا أخي! في الإفطار ما دمت تحس بالمرض، وتتعب من الصوم، وقد أرشدك الأطباء إلى ذلك فلا حرج عليك، وهكذا إذا كانت الأدوية منظمة، تحتاج إليها في النهار فأنت مباح لك الإفطار، يقول الله سبحانه: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] حتى لو ما كان عندك طبيب إذا أحسست بالمرض الذي يشق معه الصوم وتتعب معه في الصيام فإنك تفطر لوجود المرض بنص القرآن الكريم، ولو ما كان هناك طبيب يقول لك كذا وكذا.

فالمرض عذر شرعي متى وجد وشق عليك معه الصوم، فلك الإفطار، وإن كنت لم تستشر طبيبًا في ذلك.

أما الآن فعليك القضاء والحمد لله متى شفيت من المرض تقضي ولو بعد مدة؛ لأن الله قال: وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] المعنى: فعليه عدة من أيام أخر، يعني: يقضيها.

فأنت يا أخي! إذا شفاك الله وتمت صحتك تقضي والحمد لله، ولا حرج عليك في ذلك وأبشر بالخير، شفاك الله وعافاك.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة