حكم زيارة المقابر للرجال والنساء واتخاذها محلًا للصدقة

السؤال:

هناك عادات تقضي بأن يذهب أهل الميت من رجال ونساء إلى قبره كل يوم خميس خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الوفاة، وذلك للتصدق بالفطائر والخبز، ما حكم الإسلام في ذلك؟

أليس الأولى أن يتم التصدق على الفقراء والمحتاجين في أي مكان آخر دون الذهاب إلى المقابر، خاصة بعد أن ثبت أن معظم من يتواجدون بها من الأحياء يبيعون ما يجمعونه من أهل الموتى ويتاجرون فيه؟

الجواب:

ليس لهذا أصل، ليس لتحديد الزيارة كل أسبوع أو الصدقة عند القبور أصل، بل الواجب أن تكون الزيارة غير محددة، متى تيسرت الزيارة شرع أن تزار القبور من الرجال، يزورها الرجال لذكر الآخرة، وذكر الموت، والدعاء للموتى، فيقول: السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم. هكذا كان يعلم النبي أصحابه ﷺ. كان يعلمهم إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.

وكان ﷺ إذا زار القبور يقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، غداً مؤجلون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. هكذا كان يفعل النبي ﷺ. ويقول: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة، زوروا القبور فإنها تذكركم الموت. وهذا كله في حق الرجال.

أما النساء فلا يزرن القبور كما تقدم، وأما تخصيص يوم معين، الخميس أو الجمعة للزيارة فلا أصل له، وهكذا تخصيص توزيع الصدقات من خبز أو لحوم أو غير ذلك عند القبور لا أصل له، بل المشروع أن صاحب الصدقة يتبع الفقراء في بيوتهم وفي محلاتهم، ويعطيهم الصدقة ولا يكلف عليهم ولا يدعوهم إلى المقابر. فالحاصل أن المشروع أن المؤمن يتبع الفقراء، ويعرف محلاتهم حتى يذهب إليهم بالصدقة، وإذا جاءوا إليه في بيته وطلبوه تصدق عليهم، أما يتخذ المقبرة محلاً صدقة فهذا لا أصل له.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة