حرمة التشبه بالكفار

السؤال: نعود في مطلع هذه الحلقة إلى رسالة الأخ مجدي محمد عبدالخالق مصري الجنسية ومقيم بالعراق، أخونا عرضنا معظم أسئلته في حلقة مضت وبقي له في هذه الحلقة سؤال واحد، يقول: في عيد الربيع يحتفل الناس بأكل الفسيخ والرنجة، فيما يبدو نوعين من السمك المملح والذي يخزن في الملح والرمال لمدة كبيرة، ثم يؤكل بعد ذلك، هل هذا محلل أكله أم لا، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
الواجب على المؤمن أن لا يتشبه بأعداء الله من الكفرة من اليهود أو النصارى أو الملاحدة من الروس أو غيرهم في أي شيء من احتفالاتهم وأعيادهم، وأن لا يشاركهم في شيء من ذلك؛ لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: من تشبه بقوم فهو منهم؛ ولقوله ﷺ: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟! ومراده بهذا التحذير من اتباعهم وسلوك سبيلهم، مع الخبر بأنه واقع لكن مقصوده الخبر والتحذير عليه الصلاة والسلام.
فإذا كان الكفرة في أي مكان اعتادوا احتفالًا على شيء معين من الطعام أو الشراب، أو الحلقات أو اللباس؛ فلا يجوز للمسلم أن يشابههم في ذلك في أي حال من الأحوال، بل يبتعد عن ذلك في وقت احتفالهم، يبتعد عن مشابهتهم في طقوسهم حذرًا من العقوبة والوعيد الشديد في ذلك حيث قال ﷺ: من تشبه بقوم فهو منهم.
والمؤمن يحذر ما نهى الله عنه أينما كان قليلًا أو كثيرًا؛ لقول النبي ﷺ: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك من كان قبلكم لكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ولأن الله يقول سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]. نعم.

فتاوى ذات صلة