حكم تكرار البسملة وكتابتها دفعًا للمكروه

السؤال:

نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة الأخت المستمعة من العراق محافظة كركوك (ن. م) أختنا عرضنا جزءًا من أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل وتقول: هل هذه العبارات صحيحة: إن من قرأ البسملة عند النوم إحدى وعشرين مرة أمنه الله تلك الليلة من الشيطان الرجيم، ومن السرقة، ومن موت الفجأة، وتدفع عنه كل بلاء؟

وكذلك: إذا كتب البسملة في أول يوم من المحرم في ورقة مائة وثلاثين مرة، وحملها إنسان لا يناله مكروه؟ وكذلك لا ينال أهل بيته مدة عمره؟ وكذلك إذا كتب الرحيم في ورقة إحدى وعشرين مرة وعلقه صاحب صداع نفعه؟

وعبارات كثيرة وكثيرة عن البسملة قرأت هذه العبارات في كتاب كذا وتسميه -سماحة الشيخ- أرجو أن تتفضلوا ببيان وجه الحق في هذه العبارات وفي تلكم الكتب ولو لم تسموها، وكيف تحذرون الناس منها؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذا الذي قرأت أيها الأخت في الله عن البسملة، وأنها إذا قرأت إحدى وعشرين مرة عند النوم حصل بها كذا وكذا، وإذا كتبت مائة وثلاثين مرة حصل بها كذا وكذا إلى غير ذلك، كل هذه باطلة لا أساس لها، ولا صحة لها، بل هذا مما افتراه المفترون، وكذبه الكذابون، فلا يعول على ذلك ولا يلتفت إلى ذلك، ولكن التسمية مشروعة يسمي الله الإنسان عند النوم بسم الله الرحمن الرحيم، يسمي عند القراءة، يسمي عند الأكل، يسمي عند دخول البيت، أما بهذا العدد واحد وعشرين، أو مائة وثلاثين، أو كذا أو كذا أو تكتب كذا. 

كل هذا لا أصل له، كل هذا لا أساس له، بل هو من البدع التي أحدثها المخرفون والضالون والمنحرفون، ولكن يكفي عن ذلك ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام؛ فإنه يشرع للمؤمن والمؤمنة في أول الليل وفي أول النهار أن يأتي بالأذكار الشرعية والتعوذات الشرعية، ومنها أن يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ثلاث مرات صباحًا ومساء، باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحًا ومساء.

كل هذا من أسباب السلامة والعافية من كل سوء، كذلك قراءة آية الكرسي عند النوم من أسباب السلامة والحفظ من كل سوء، كذلك قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] والمعوذتين بعد كل صلاة، وقراءتها ثلاث مرات بعد الفجر والمغرب، كل هذا مما شرعه الله وهو من أسباب الإعاذة من كل شر، أما ما كذبه الكذابون فالواجب الحذر منه. نعم.

فتاوى ذات صلة