مشروعية التداوي والأخذ بالأسباب لموت الأطفال المتكرر

السؤال: والرسالة الأولى وردتنا من مهيوب حسان سيف علي من تعز بالجمهورية العربية اليمنية، يقول في رسالته: أنا شاب أؤدي الصلاة المفروضة وأحافظ عليها والحمد لله، لكني تزوجت امرأة وخلفت منها ثلاثة أولاد، وما خلفت من ولد عاش سنتين ومات، فسمعت أناساً يدعون أنهم صوفة -أي: منجمين- فألح علي أهل القرية أن أذهب إليهم وأشتري منهم الذرية -هذا حسب ادعائهم- وأنا رفضت ذلك، وأقول: أن الله هو الذي يحيي ويميت يهب لمن يشاء الذرية. أفتوني بارك الله فيكم؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الذهاب إلى المنجمين والعرافين والكهنة أمر منكر في الشريعة الإسلامية، وقد حذر النبي ﷺ من ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً خرجه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ﷺ فالإتيان إلى الكهنة والعرافين والمنجمين أمر منكر لا يجوز في الشريعة، وقد أصبت في امتناعك من الذهاب إلى هؤلاء المنجمين، وليس عندهم علم بهذا، فإن أمر الذرية إلى الله هو الذي يهب لمن يشاء ما يشاء ، وقد تكون هناك أمراض داخلية في رحم المرأة يمكن عرضها على الأطباء المختصين والطبيبات المختصات فربما ظهر لهم أسباب ما يصيب الأولاد بعد الولادة، قد يكون هناك أسباب في الرحم وأمراض داخلية تخرج معهم وتبقى معهم حتى يموتوا، وقد يكون ذلك لأمر آخر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولا مانع من أن تجرب امرأة أخرى أو أكثر، تتزوج امرأة ثانية ثالثة تلتمس الذرية، ولعل الله جل وعلا يهبك ذرية طيبة تعيش، ولا حاجة إلى الاقتصار على واحدة، فالله قد وسع -الحمد لله- ويسر وأباح للرجل الزواج للحاجة، وأباح له أن يجمع ثنتين وثلاثاً وأربعا، فأنت -يا أخي- يمكنك أن تتسبب وأن تتزوج امرأة أخرى لعل الله يهبك منها ذرية تعيش، والحمد لله، وعليك أن تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون قدر الله وما شاء فعل، وقد قال الله سبحانه: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157]، وصح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلفه خيراً منها.
ثم يا أخي: الذرية في ال حقيقة هم الذين يقدمون أفراطاً هؤلاء هم الذرية؛ ولهذا صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما تعدون الرقوب فيكم؟ قالوا: من لا يولد له، قال: لكن الرقوب هو الذي لم يقدم من ولده شيئاً، وصح عنه عليه السلام أنه قال: من مات له ثلاثة أفراط لم يبلغوا الحنث كن له حجاباً من النار فأنت بحمد الله على خير إن شاء الله مع الصبر والاحتساب، ولكن هذا لا يمنع الأسباب؛ عليك أن تأخذ بالأسباب وأن تعرض المرأة على الطبيبات الطيبات والأطباء المختصين إذا لم توجد امرأة جيدة مختصة في هذا الشيء لعل الله جل وعلا أن ييسر دواءً نافعاً يحصل به الشفاء من هذا المرض، وفي إمكانك أيضاً أن تزوج امرأة ثانية وثالثة حتى يتيسر لك الذرية المطلوبة التي تعيش إن شاء الله. نعم..
المقدم: جزاكم الله خير. 
فتاوى ذات صلة