حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور

السؤال:

ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور؟
 

الجواب:
نسأل الله العافية من هذه البلوى المنتشرة في بعض ديار المسلمين إنا لله وإنا إليه راجعون. نسأل الله العافية نسأل الله العافية، حكمها أنها باطلة، يقول النبي ﷺ: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد[1] رواه الشيخان. ويقول ﷺ: ألا وإن من كل قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوها مساجد فإني أنهاكم عن ذلك[2] خرجه مسلم في صحيحه من حديث جرير بن عبدالله البجلي، ويقول رسول الله ﷺ: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد[3].
نسأل الله السلامة، ما أدري ماذا نقول، ما تدري كيف حال العلماء هناك، كيف يسكتون كيف يتساهلون في الأمر، لأن هذا أمر عظيم وخطير، ومن العجائب أنهم يحتجون بدخول قبر النبي في مسجده ﷺ، فالنبي ﷺ مدفون في بيته، وليس في المسجد، إنما كان أدخله الوليد للتوسعة؛ لأن النبي ﷺ كما مر لم يدفن في المسجد ولا قبر في المسجد، بل قبّر في بيته بيت عائشة رضي الله عنها لكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
وعليه أن يصلي في بيته إذا ما تيسر له مسجد، عليه أن يصلي في بيته ولا يصلي في المساجد التي فيها قبور، إذا ما وجد مسجدًا خاليًا من القبور فإنه يصلي في بيته مع إخوانه أو جيرانه، أو يلتمس مكانًا ليس فيه مسجد به قبور، أو يتصلون بالدولة ويراجعون الدولة إذا كان ذلك متيسرًا حتى تنبش القبور التي في المساجد، وتنقل للمقابر وتبقى المساجد سليمة، وعلى العلماء أن يسعوا لدى الدولة لعلهم يجدون من هو أقرب للفهم من غيره وألين من غيره في هذا، ربما تيسر على يده ما يعين على إزالة هذا المنكر، ولا تيأسوا حتى تسلم بعض المساجد من القبور؛ لكن التساهل في هذا لا يعفي العلماء وطلاب العلم من المسئولية أمام الله، يقول سبحانه في سورة الزخرف: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ [الزخرف:44].
سؤال من مقدم البرنامج: ولو كان القبر منعزلا في حجرة خارجية يا شيخ عبدالعزيز؟
ج: مادام في المسجد سواء عن يمينك، وإلا عن شمالك وإلا أمامك وإلا خلفك فلا تصح الصلاة فيه، أما إذا كان خارج المسجد فلا يضر بشيء، المهم أن القبر بني عليه المسجد[4].
  1. أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور برقم 1330، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذها برقم 529.
  2. أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور برقم 532.
  3. أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة مسند عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه برقم 3834.
  4. من أسئلة حج عام 1400هـ يوم عرفة، الشريط رقم 3. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/231).
فتاوى ذات صلة