حكم قضاء المرتد للعبادات بعد عودته للإسلام

السؤال:
إذا ارتد مسلم عن دينه سنوات عديدة ثم رجع إلى الإسلام مرة أخرى فهل عليه قضاء الصوم والصلوات المكتوبة التي تركها خلال الردة؟

الجواب:
إذا ارتد المسلم عن الإسلام -نعوذ بالله من ذلك- ثم منّ الله عليه بالتوبة فليس عليه قضاء ما ترك من صلاة وصوم زمن الردة؛ لقول الله سبحانه: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، وقول النبي ﷺ: الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها[1] وهذا هو أصح أقوال أهل العلم للآية المذكورة والحديث المذكور وما جاء في معنى ذلك؛ ولأن الصحابة لم يأمروا من أسلم من المرتدين في زمن أبى بكر الصديق وغيره بقضاء ما تركوا من الصلاة والصوم، وهم أعلم الناس بشريعة الله بعد نبيهم عليه الصلاة والسلام، ولأن في إلزامه بقضاء ما ترك من الصلاة والصوم تنفيرًا له من العودة إلى الإسلام، وهكذا الزكاة لا يقضي ما ترك منها؛ لأنها إنما تصح من المسلم، ولا يطالب بها سواه فهي كالصلاة والصوم[2].
  1. أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهم ما قبله برقم 121 بلفظ: '' أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ''.
  2. نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد الثاني، السنة السابعة عام 1394 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/222).
فتاوى ذات صلة