كيفية التعامل مع الوالد المقارف للمعاصي

السؤال:

سؤالها الأخير يقول: إذا كان الوالد يحل المحرمات كالخمر، ولعب القمار، وعدم مراعاة العائلة، والاهتمام بها، بالإضافة إلى أنه لا يعمل، ويدعي المرض -والله أعلم- وتصرفاته هذه أدت إلى أن قامت العائلة بمقاطعته، وعدم احترامه، مع العلم أن الكثير من هذه العائلة يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعرف حدود الله، ومع ذلك فإن تصرفات هذا الأب تنسيهم في لحظة الغضب قول الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83] السؤال: كيفية التعامل مع هذا الأب، والتصرف معه بما يرضي الله، وعدم مخالفة قول الله تعالى: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83] لأني ذكرت أعلاه أن أفراد العائلة في حيرة مع هذا الأب؟ أفيدونا مأجورين جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الواجب مناصحته مناصحته، والدعاء له بظهر الغيب أن الله يهديه، ويرده إلى الصواب، مع الرفق به؛ لأن الله -جل وعلا- قال للولد في حق والديه الكافرين : وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ [لقمان:15] فأمر أن يصحب والديه بالمعروف، وإن كانا كافرين.

فهكذا اليوم إذا كان الوالد كافرًا، أو عنده معاصٍ ظاهرة؛ فلا يجوز للولد أن يقاطعه، ولا أن يسبه، ولكن يرفق به، ويصاحبه بالمعروف، بالدعاء له، والنصيحة له، والدعاء له بظهر الغيب، أن الله يهديه، والاستعانة على ذلك أيضًا ببعض الأقارب الطيبين؛ لعل الله يهديه بأسبابهم، ولا يقاطعه، ولا يعقه، بل يصبر ويحتسب حتى يجعل الله فرجًا ومخرجًا، وإذا كان محتاجًا؛ أنفق عليه.

والحاصل: والخلاصة أنه يرفق به، ويدعو له بظهر الغيب بالهداية، ولا يسبه، ولا يقطعه من الزيارة، ولا من البر، بل يبره، ويحسن إليه، ولا يعقه حتى يهديه الله، أو يميته الله، نعم. 

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة