واجب الولد تجاه والده الذي لا يصلي وهل يرثه؟

السؤال:

السائل (م. ب. ع) في آخر أسئلته يقول: والدي لا يصلي، هل يجب علي دعوته، وأمره بإقامة الصلاة؟ ولقد أخبرني البعض من الأشخاص بأنني مسؤول عنه يوم القيامة أمام الله، وإذا مات هل يجوز لي أن أرثه، علمًا بأنه يشهد أن لا إله إلا الله؟ وجهوني بذلك سماحة الشيخ. 

الجواب:

الواجب عليك دعوته إلى الله، ونصيحته بالأسلوب الحسن، بالرفق والكلام الطيب، كما قال الله -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] وَإِنْ جَاهَدَاكَ يعني: مشركين، الوالدان المشركان. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] فأمر بمصاحبة الوالدين الكافرين في الدنيا معروفًا، فعليك أن تصاحبه بالمعروف، بالنصيحة، بالتوجيه، بالرفق، وتستعين بالإخوان الطيبين حتى ينصحوه أيضًا من أقاربه، من إخوانه، من أعمامه؛ لعل الله يهديه بأسبابكم، والرسول يقول ﷺ: من دل على خير؛ فله مثل أجر فاعله ويقول ﷺ لعلي : لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم.

فاجتهد، واصدق مع الله، واسأل ربك له الهداية في سجودك، وفي آخر الصلاة، وفي غير ذلك من الأوقات، تسأل ربك أن يهديه، وأن يشرح صدره للحق، وأن يعينه على قبول الحق، اجتهد في ذلك، واصبر وصابر، نعم.

ولا ترثه إذا مات على كفره، لا ترثه، الصحيح أنك لا ترثه؛ لأن تارك الصلاة كافر، فإذا كان كافرًا؛ فإن المسلم لا يرث الكافر، يقول النبي ﷺ: لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم وقد اختلف العلماء فيمن ترك الصلاة تساهلًا، لا جحدًا لوجوبها، فذهب بعض أهل العلم إلى كفره كفرًا أكبر، وهذا هو الأرجح، وذهب آخرون إلى أنه لا يكفر إلا كفرًا أصغر إذا كان لا يجحد وجوبها، والأرجح أنه يكفر كفرًا أكبر، ولا ترث منه إذا كنت تصلي، وهو لا يصلي. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ عبدالعزيز. 

فتاوى ذات صلة