الرد على نظرية داروين

السؤال: في بداية هذه الحلقة نعود إلى رسالة المستمع حسين إسماعيل العيدروس من اليمن الديمقراطية حضرموت تاربة، أخونا عرضنا بعضًا من أسئلته في حلقة مضت وبقي له جمع من الأسئلة فيسأل في هذه الحلقة ويقول: دائمًا أقرأ وأسمع أن الإنسان قد كان قردًا في البداية، ثم مر بمراحل وتحول إلى الإنسان العادي المعروف اليوم، هل هذا من المعقول أم لا؟ وهل عناصر القرد -أي: عناصر تكوين جسمه- هي نفس العناصر المكونة لجسم الإنسان؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: هذا القول الذي ذكره السائل قول منكر وباطل ومخالف لكتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولإجماع سلف الأمة، وقد اشتهر هذا القول عن المدعو داروين وهو كاذب فيما قال، بل أصل الإنسان هو أصل الإنسان على حاله المعروفة ليس أصله قردًا ولا غير قرد، بل هو إنسان سوي عاقل خلقه الله من الطين من التراب وهو أبونا آدم عليه الصلاة والسلام خلقه الله من تراب كما قال جل وعلا: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ [المؤمنون:12] فهو مخلوق من هذا التراب، خلقه الله على صورته، طوله ستون ذراعًا في السماء، ثم لم يزل الخلق ينقص حتى الآن، فهو مخلوق على هذه الصفة التي نشاهدها فأولاده كأبيهم مخلوقون على خلقة أبيهم، لهم أسماع ولهم أبصار ولهم عقول ولهم القامة التي تعرف لهم الآن، يقومون على أرجلهم ويتكلمون ويسمعون ويبصرون، ويأخذون بأيديهم ويعطون، وليسوا على شكل القردة، وليس تكوينهم تكوين القردة، بل لهم تكوين خاص، وللقردة تكوين خاص.
وهكذا كل أمة، فالقردة أمة مستقلة والخنازير أمة مستقلة، وهكذا الكلاب هكذا والحمير هكذا القطط وهكذا غيرها أمم، كما قال الله : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38]، هذه الأمم كلها تحشر إلى الله، تجمع يوم القيامة ويقتص لبعضها من بعض، ثم يقال لها: كوني تراب فتكون ترابًا، ما عدا الجن والإنس فلهما شأن آخر، يحاسبون ويجزون بأعمالهم فمن أطاع ربه فإلى الجنة ومن كفر به فإلى النار.
أما هذه الحيوانات الأخرى فهي أمم مستقلة، فالقردة أمة مستقلة لها خلقتها ونشأتها وخصائصها، والخنازير كذلك، والكلاب كذلك، والحمر كذلك، والإبل كذلك والبقر كذلك والغنم.. وهكذا أمم لها خلقتها وميزتها التي أنشأها الله عليها سبحانه وهو الحكيم العليم، وهو أبصر بدقائق أمرها ودقائق تكوينها، هو أبصر بهذا وأعلم .
لكن يجب أن يؤمن العبد أن خلق آدم غير خلق القردة، وأن أصل آدم هو أصله الذي هو عليه الآن وليس أصله قردًا ولا غيره، بل هو إنسان سوي على خلقته المشاهدة، فالقول بأن أصله قرد قول منكر وقول باطل، بل لو قيل بكفر صاحبه لكان وجيهًا.
فالأظهر والله أعلم أن من قاله مع علمه بما جاء به الشرع أنه يكون كافرًا؛ لأنه مكذب لله ورسوله، مكذب لكتاب الله في خلق آدم ، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرا .

فتاوى ذات صلة