الحث على اختيار الأصدقاء الفضلاء

السؤال:

المستمع (ع. ع. م) من المنطقة الجنوبية يسأل ويقول: مشكلتي في علاقتي بالناس، فهناك من أرتاح إليهم وأجالسهم وأجد فيهم الصديق والرفيق، وأشعر بالارتياح لوجودي معهم وهؤلاء قلة، وهناك قسم آخر ممن أعرف لا أطيق الجلوس معهم ولا التحدث إليهم ولا أرتاح لهم أبدًا، وأجد بأن طبعي لا يوافق طبعهم، وأحيانًا أضطر إلى البقاء معهم والحديث إليهم والتعامل معهم لارتباطي معهم بقرابة أو في عمل أو غير ذلك مما يضطرني للمجاملة معهم وإظهار البشاشة والارتياح غصبًا عني، وأحس أثناء وجودي معهم أنني بحاجة إلى التكلف في الكلام والمعاملة، وهذا لا أجيده مما يزيدني نفورًا وبعدًا عنهم وعدم ارتياح نحوهم، ولهذا أصبحت أفضل تجنب كل من لا أرتاح إليه بقدر الإمكان، وهذا يؤدي إلى العزلة نوعًا ما، علمًا بأنني في حالة العزلة وبقائي لوحدي أحس بالراحة وأستفيد من وقتي في تلاوة القرآن وقراءة الكتب النافعة؟

الجواب:

عليك أن تعمل ما هو أصلح لقلبك، وأن تختار الأصحاب والجلساء الطيبين، أما الذين تنفر منهم ولا تلائمك طبائعهم ولا تأنس بالجلوس معهم فابتعد عنهم، واختر لنفسك ما هو أصلح ولو بالجلوس في بيتك لقراءة القرآن والتسبيح والتهليل ونحو ذلك، المؤمن يحاسب نفسه ويجاهدها في صحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وفي اختيار الوقت الفاضل والصاحب الفاضل، أنت تجاهد نفسك فيما تراه أصلح لدينك وأسلم لدينك، فتصحب الأخيار، وتستر عليهم حتى تستفيد منهم، وتبتعد عن الأشرار ولو كانوا من الأقارب حتى لا يضرك الجلوس معهم، ولا تحمل نفسك ما لا تطيق.

أما إن كنت لا ترغب في الجلوس مع الأخيار فهذا مرض في قلبك إذا كانوا طيبين أهل دين جاهد نفسك حتى تبقى معهم وتستفيد منهم، ولو نفرت نفسك منهم لما فيها من مرض المعصية لا تبال بذلك، عليك بصحبة الأخيار والصبر عليهم والاستفادة منهم ولو كنت تحس بشيء من الكلفة والشدة؛ لأن صحبة الأخيار لا تأتي إلا بالخير، أما صحبة الأشرار فإنها وسيلة للشر العظيم.

فالحاصل أنك تحكم الشرع المطهر فيما هو أصلح لقلبك وأنفع لدينك في الجلساء وغير الجلساء فتجلس مع الطيبين ومع الأخيار ومع من تنفعك مجالستهم وتبتعد عما يضرك الجلوس معهم من أقارب أو غيرهم، وبيتك خير لك من الجلوس مع من يضرك، ومن لا تطيق البقاء معه لسوء أفعاله أو سوء أخلاقه أو سوء تصرفه، نسأل الله للجميع التوفيق.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة