شروط التوبة من الغيبة

السؤال:

لها سؤال أخير تقول فيه: كنت في الماضي أغتاب في الناس، والآن تركت الغيبة، والحمد لله، فهل يتوب الله علي؟ 

الجواب:

نعم، من تاب تاب الله عليه، إذا تاب الإنسان توبة صادقة، مشتملة على الندم على الماضي، والإقلاع من الذنب، والعزم الصادق ألا يعود إليه؛ تاب الله عليه، كما قال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم:8]. 

لكن من شرط التوبة من حق المسلم أن يعطى حقه، إن كان مالًا؛ يعطى حقه، إن كان دمًا؛ يمكن من القصاص، إن كان عرضًا؛ يستباح، يقال يا أخي: أبحني، تكلمت في عرضك، سامحني، أبحني، اعف عني، فإن كان لا يستطيع ذلك؛ لأن الذي اغتيب قد مات، أو بعيد عنه لا يتمكن من مقابلته، أو الكتابة إليه، أو يخشى من إخباره بذلك فتنة وشر، فإنه يكفيه الاستغفار، والندم، والتوبة الصادقة، مع ذكر أخيه الذي اغتابه في المجالس، التي اغتابه فيها يذكره بالخير، يذكره بالشيء الطيب الذي يعرفه عنه بدلًا مما ذكره به من الشر، فيكون هذا بدل هذا، كما ذكره سابقًا بصفاته الذميمة، يذكره بعد ذلك بصفاته الطيبة التي يعلمها؛ حتى تكون هذه بهذه، إذا لم يتيسر استحلاله؛ خوفًا من الفتنة، ويدعو له، يستغفر له، والله -جل وعلا- يتوب على التائبين  نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة