حث الفتيات على عدم تأخير الزواج بسبب الدراسة

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج باعثتها مستمعة تقول الطالبة هدى بن نايف بن عبد العزيز الثانوية العامة، أختنا تقول: أنا طالبة في الثانوية العامة أؤيد هذا البرنامج المشرق بالنور بالعلم والمعرفة، نشكر الله أولًا ثم نشكر أصحاب الفضيلة العلماء والقائمين على هذا البرنامج الساطع الطيب المفيد، أنا كما قلت طالبة في الثانوية العامة، متزوجة ولله الحمد وعمري ثمان عشرة سنة، وسعيدة جدًا مع زوجي، وفي عيشة طيبة.

وأختي الكبيرة عمرها ثلاثون سنة ولم تتزوج إلى الآن؛ لأنها قدمت الدراسة على الزواج، فكبر سنها ولم يردها أحد؛ لأن عمرها تعدى الشباب، الشاب لا يريدها، وهي لا تريد الشيوخ أو الكبار في السن، وهي الآن نادمة على تفريطها في شبابها، وهي الآن تقف معي وتهمس في أذن كل طالبة في الكلية أو الجامعة أو الثانوية أو الكفاءة أو محو الأمية وتقول: لا تتركن الدراسة، ولكن تزوجن وأنتن تدرسن لكي لا تندمن إذا فات شبابكن أيها الفتيات الطيبات! وتجلسن في بيوت أهلكن بدون أزواج، إلى صديقاتي وزميلاتي وأخواتي في جميع مدارس الفتيات بالمملكة العربية السعودية أهدي إليكن سلامي وتحياتي، وأرفع هذه الرسالة إلى سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز كي يرفدها بما يستطيع، جزاه الله خيرًا.

الجواب:

نعم، أؤيد ما ذكرته البنت الطالبة، وأؤيد أيضًا ما ذكرته أختها، ولا شك أن الزواج أمر مطلوب، وينبغي للفتيات وينبغي أيضًا للشباب من الرجال المسارعة إليه، يقول النبي ﷺ: يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

والحمد لله أختك وإن كانت بلغت الثلاثين فهي لا تزال شابة، ولا تزال فتاة، وأسأل الله أن يسهل لها الزوج الصالح الطيب، وأن يثيبها على ما قصدت من طلب العلم وحرصت عليه من طلب العلم، وأبشرها أن الله سيسهل لها من الرجال الصالحين والشباب الطيبين ما يحصل به إن شاء الله الخير لها في دنياها وآخرتها.

ولكني مع ذلك أنصح جميع الفتيات بأن يبادرن إلى الزواج، ولا يمنع ذلك وجودهن في الدراسة، فلا مانع من الجمع بين الدراسة وبين الزواج، ولو فرضنا أن الزوج لا يرغب أن تستمر في الدراسة فإنها تقطع الدراسة والحمد لله، يكفيها ما أخذت من العلم، وفي إمكانها المذاكرة والمطالعة في كتب العلم وتستفيد.

أما تأخير الزواج إلى الانتهاء من الدراسة الجامعية؛ فهذا قد يسبب ترك الزواج وعدم الزواج، فأنا أنصح جميع الفتيات أن يبادرن بالزواج، وأن لا يؤخرن ذلك إلى النهاية من الدراسة الجامعية بل يبادرن، فإن تيسر لهن إكمال الدراسة مع الزوج فالحمد لله وإلا فالزواج مقدم ولو لم تكمل الدراسة، وفي إمكانها بعد ذلك أن تطالع وتستفيد وتذاكر، وربما حصل لها زوج صالح متخرج جامعي أو فوق الجامعي فيفيدها وينفعها أيضًا ويجبر بما حصل من النقص.

فأكرر وأكرر أهيب بالفتيات بالمسارعة إلى الزواج، وهكذا الشباب من الرجال أهيب بالجميع المبادرة بالزواج، وأن لا يؤجلوا ذلك إلى نهاية الدراسة الجامعية فإن الإنسان لا يدري ماذا بقي من عمره ولا يدري ماذا يكون بعد ذلك، فالبدار البدار بالزواج هو المطلوب. 

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم. 

فتاوى ذات صلة