حكم من أفطر في رمضان وأسرف في المعاصي

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين من السودان يقول في رسالته: أنا الطالب (م. أ. ز) يقول: كنت شابًا عابثًا، وتلاعبت كثيرًا، ووصلت جرأتي إلى أن أفطرت بعض الأيام عمدًا في رمضان الذي مضى، ولقد تاب الله علي، والحمد لله، ولكني أعيش همومًا، وقلقًا طوال وقتي، لا أدري ما أفعل، ولقد جاءتني فكرة الكتابة إليكم كي أنال منكم التوجيه، وجهوني جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الواجب عليك التوبة إلى الله التوبة الصادقة، والندم على ما مضى، والإقلاع من سائر المعاصي، والعزم الصادق ألا تعود في ذلك، ومن تاب هذه التوبة قبل الله توبته وأفلح، قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8] وقال : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] وقال النبي ﷺ: التوبة تهدم ما كان قبلها وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

فإذا صدقت يا أخي! في التوبة والندم على ما مضى منك، والعزم ألا تعود في ذلك؛ فأنت على خير عظيم، وأبشر بالخير العظيم، وإياك والوساوس، وإياك وسوء الظن بالله، الله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12] ويقول النبي ﷺ: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث ويقول النبي ﷺ يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني فعليك بحسن الظن بالله، فإنه سبحانه وعد من تاب الفلاح والمغفرة والجنة، فأحسن ظنك بربك إذا تبت إليه، وصدقت في التوبة، وعليك قضاء الأيام التي أفطرتها، عليك أن تقضيها، والحمد لله، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة