حكم استعمال ألفاظ القرآن بدل كلام الناس

السؤال:

يسأل أخونا ويقول: قرأت في كتاب لـابن الجوزي يسمى الأذكياء طرفة تقول:

إن رجلًا وعد قومًا بدعوتهم إلى وليمة، فكلما مر بهم يقولون: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس:48] فيسكت عنهم، حتى إذا تم له ما أراد أي: اجتمعت له أسباب الوليمة، مر بهم فقالوا له: مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [يونس:48] فرد عليهم قائلاً: انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [المرسلات:29].

والسؤال يا فضيلة الشيخ هو: هل يجوز استعمال القرآن في مثل هذه المواضع؟ وهل لا يعد هذا استهزاء بالقرآن؟ وإذا كان كذلك فما حكم قراءة كتاب الأذكياء هذا لـابن الجوزي وغيره من الكتب التي تحتوي مثل هذه المهاترات، كالمستطرف مثلًا وغيره؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

كثير من أهل العلم يكره هذا، ويرى أنه لا ينبغي أن يستعمل القرآن بدل الكلام، مثلما ذكرت أيها السائل، بل يتكلم بالكلام المعتاد، ولا يجعل القرآن بدلاً من ذلك، هذا هو الذي ينبغي، وإذا أراد بهذا الاستهزاء والتنقص صار كفرًا أكبر نعوذ بالله.

أما إذا أراد أخذ فضل القرآن أو التأدب بآداب القرآن، أو يرى أن هذا أصلح وأحسن من كلام الآخر، فهذا غلط منه يوجه إلى الخير ويقال له: اترك هذا لا ينبغي لك هذا أقل أحواله الكراهة.

وأما الكتاب، كتاب الأذكياء وأشباهه، فلا نعلم فيه بأسًا والمستطرف وأشباه ذلك، إذا كان الذي يطالعه يفهم ويعقل، أو يسأل عما أشكل عليه من ذلك؛ لأن فيه بعض الفوائد، فيه بعض المسليات، وبعض العجائب التي يطلع عليها الإنسان من أمور الناس، فلا نعلم في قراءته شيئًا لكن إذا أشكل عليه شيء يسأل أهل العلم، إذا كان ليس من أهل العلم.

المقدم: طيب طيب. 

فتاوى ذات صلة