حكم صلاة المصاب بالشلل الكامل وطهارته

السؤال: وهذه رسالة وردت من حائل من خميس سليم المطلق يقول في رسالته: والدتي امرأة مسنة تقارب الثمانين عاماً، والمشكلة أنها تركت الصلاة لأسباب قاهرة منها: أنها لا تستطيع القيام لكبر سنها.
ثانياً: هي مصابة بشلل شامل في جميع جسمها، وجميع مفاصلها وأعضائها تنتابها رعدة.
كذلك لا تستطيع الصلاة قاعدة ولا على جنب، ولا في يدها، ولا بأصابعها؛ لأنها كما قلت لكم: تهتز وحتى رأسها، علماً أنها لا تستطيع أن تطعم نفسها بل نحن الذين نقوم بإطعامها، وكذلك لا تستطيع أن تغسل أي عضو من أعضائها.
أما من ناحية الإحساس والشعور والعقل فهي سليمة، وهي تركت الصلاة من مدة طويلة عندما اشتد عليها هذا المرض فما الحكم في ذلك بارك الله فيكم؟

الجواب: ما دامت بهذا الوصف شعورها معها وعقلها معها، فالواجب عليها أن تصلي على حسب حالها، قاعدة، أو على جنب، أو مستلقية، تعلم وتوجه إلى الخير، وتعلم وتصلي على حسب حالها بالنية، بالنية والكلام، وتقول: الله أكبر، وتقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم تقول: الله أكبر تنوي الركوع وتقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، ثم تقول: سمع الله لمن حمده ناوية للرفع، ربنا ولك الحمد إلى آخره، ثم تكبر ناوية السجود وتقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ثم تكبر ناوية الرفع من السجدة الأولى، وتقول: رب اغفر لي رب اغفر لي، ثم تكبر ناوية السجدة الثانية تقول: سبحان ربي الأعلى، ثم تكبر رافعة ناوية الرفع من الركعة الأولى، فتقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ثم تكبر بنية الركوع وهكذا، وهي على فراشها قاعدة أو على جنبها، أو مستلقية؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
ولو كانت بها رعدة، ولو كان بها شلل حسب طاقتها، النية موجودة في القلب، فتعمل بالنية وبالكلام ويكفيها ذلك.
أما الوضوء فلا يلزمها الوضوء لعجزها، فإن تيسر من يوضيها، من يغسل وجهها ويديها ويمسح رأسها ويغسل رجليها من بناتها وبعض الخادمات، طيب، فإن لم يتيسر هذا تيمم يؤتى لها بالتراب وتوضع يديها فيه، ويمسح وجهها وكفيها، أو بعض القائمين عليها يضع يديه في التراب ويمسح بها وجهها وكفيها بنية الوضوء ويكفي ذلك.
أما الخارج فيزال عنها بالمناديل، ... الدبر والقبل يزال عنها ... الخادمة أو بنتها أو زوجة ابنها، أو من يتيسر لها من النساء يخدمها يزيل الأذى بالمناديل من دبرها ومن قبلها من البول، وكل ما حصل شيء يزال بالمناديل ثلاث مرات، أو أكثر حتى ينقى المحل، ثم تيمم بعد ذلك للصلاة، وتجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وتعلم ما دام عقلها معها الحمد لله، ولا يجوز ترك هذا أبداً. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة