حكم رفع المؤتمين أصواتهم عند قراءة الإمام: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}

السؤال: هذه الرسالة وصلت من جمهورية غينيا كوناكري، السائل: عبدالله محمد باري ومقيم بأنجولا يقول: أسمع في بعض المساجد الكثير من المصلين يرفعون أصواتهم حين يقرأ الإمام: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ [الفتح:29] الآية، ويقولون: ﷺ، وكذلك في آخر سورة التين، يقولون بصوت مرتفع: بلى ونحن على ذلك من الشاهدين، أفيدونا بهذا مأجورين؟

الجواب: السنة الإنصات ، وعدم رفع الصوت لا بالصلاة على النبي ﷺ ولا ببلى ونحن مع من الشاهدين، السنة للمأمومين الإنصات وعدم رفع الصوت بشيء؛ لأن الله يقول: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا [الأعراف:204] ولم ينقل عن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم كانوا يرفعون أصواتهم معه ﷺ ، فالمشروع الإنصات، والتدبر، والتعقل وعدم رفع الصوت، كقولهم عند قوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح:29] ﷺ ، أما بينه وبين نفسه فالأمر أوسع ، بينه وبين نفسه الأمر سهل، لو ترك لكان الأفضل وإن فعل فلا بأس ، لكن لم ينقل عنه ﷺ في الفريضة أنه كان يقف فيصلي على النبي ﷺ أو يدعو إنما كان هذا في التهجد ، كان يفعله في التهجد بالليل، وهكذا: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين:8] لا يقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين لأن الحديث ضعيف، ولكن يقول: سبحانه وبحمده أو سبحانه وتعالى بينه وبين نفسه، لا بأس، كذلك الآية الكريمة آخر القيامة: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى [القيامة:40]هذا ورد فيها حديث صحيح ، فإذا قال: بلى ، لا بأس؛ لأنه ورد في الحديث الصحيح في آخر القيامة أن يقول ذلك، وأما آخر التين ، وآخر المرسلات، فلم يثبت فيها حديث ، ولكن ينصت ويستمع ويحضر قلبه ولا يتكلم فهذا هو الأفضل؛ لأن الصحابة كانوا ينصتون ، والله أمر بهذا بقوله: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[الأعراف:204] لكن لو سبح بينه وبين نفسه أو دعا بينه وبين نفسه فالأمر في هذا إن شاء الله لا حرج فيه، لفعله ﷺ له في صلاة الليل.
فتاوى ذات صلة