ما وقت قيام الليل والأفضل فيه؟

السؤال:

المستمع نفسه يسأل ويقول: شيخ عبدالعزيز كيف أقوم الليل؟ وفي أي ساعة بالتحديد؟ علمًا بأنني أنتهي من عملي الساعة العاشرة والنصف في الليل، ثم كم عدد الركعات التي أصليها لقيام الليل بالتفصيل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

تقوم من الليل حسب التيسير، ما يسر الله لك تقوم، الأفضل في آخر الليل الثلث الأخيرـ وإذا صليت في وسط الليل، أو في أول الليل كله طيب، وتصلي ثنتين ثنتين، ثم تختم بواحدة، تقرأ فيها الْحَمْدُ [الفاتحة:2] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وليس في هذا حد محدود، صل ما تيسر لك من ثلاث، خمس، سبع، تسع، إحدى عشر، ثلاثة عشر، هذا أكثر ما فعله النبي ﷺ ثلاثة عشر، وإن صليت أكثر من ذلك عشرين أكثر، وتوتر بواحدة كله طيب.

فالمقصود: مثلما قال ﷺ: اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا ويقول ﷺ: أحب الأعمال إلى الله ما دام عليه صاحبه، وإن قل ولو قليلًا، بعد صلاة العشاء تصلي واحدة، ركعة واحدة وترًا بعد الراتبة، أو تصلي ثلاثًا، تسلم من ثنتين، ثم تصلي واحدة وترًا، أو تصلي خمسًا، تسلم من كل ثنتين، أو تسردها جميعًا، كله لا بأس، على حسب التيسير، لا تكلف، اتق الله ما استطعت، وهي نافلة، ليست واجبة.

والأفضل إذا تيسر لك أن تكون الصلاة في آخر الليل، في الثلث الأخير؛ فهذا أفضل؛ لقوله ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول سبحانه: من يدعوني؛ فأستجيب له؟ من يسألني؛ فأعطيه؟ من يستغفرني؛ فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر فإذا تيسر لك آخر الليل؛ فهذا أفضل، ويقول ﷺ: من خاف ألا يقوم في آخر الليل؛ فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل؛ فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل ويقول أبو هريرة : أوصاني رسول الله ﷺ بثلاث: بصلاة ركعتي الضحى، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن أوتر قبل النوم.

وهكذا أوصى أبا الدرداء، والسبب -والله أعلم- أنهما كانا يدرسان الحديث في أول الليل، ويخشيان ألا يقوما من آخر الليل، فأوصاهما بالقيام والوتر في أول الليل، أما الذي يطمع في آخر الليل، ويستطيع؛ فهو أفضل، كما تقدم، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة