كيفية سجود الشكر وحكم الطهارة له

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات من مكة المكرمة رمزت إلى اسمها بالحروف (أ. م. د) أختنا في أول أسئلتها تقول: ما هي كيفية صلاة الشكر؟ 

الجواب:

ما نعلم صلاة يقال لها: صلاة الشكر، يقال: سجود الشكر، صلاة الشكر ما نعرف شئُا، لكن إذا صلى الإنسان ركعتين في الضحى، أو في الليل، أو في الظهر، وحمد الله، وأثنى عليه، وشكره على نعمه كله طيب، الصلاة مطلوبة كلها خير، في أوقات العبادة، الضحى كله صلاة إلى وقوف الشمس، والظهر كله صلاة إلى بعد صلاة العصر، الليل كله صلاة الحمد لله، إذا صلى الإنسان ركعتين، أو أكثر يشكر الله، ويحمده فيها ويدعوه، ويسأل ربه الخير، كله طيب، لكن ما نعلم في الشرع صلاة يقال لها صلاة الشكر.

نعم سجدة يقال لها: سجدة الشكر، مثل الإنسان بشر بأن الله وهبه ولدًا ذكرًا، أو أنثى، فسجد شكرًا على هذه النعمة، أو بشر بأن الله عافى ولده، أو عافى أباه من مرضه، أو أن الذين انقلبت بهم السيارة سلموا، أو تصادموا، بشر بأنهم سلموا، وسجد لله شكرًا، كل هذا طيب، أو جاء فتح إسلامي، إن الله فتح على المسلمين، ونصرهم على عدوهم في حرب بين المسلمين وأعدائهم، فبشر بأن المسلمين انتصروا؛ فسجد لله شكرًا، كما جاء عن الصديق لما بشر بأن مسيلمة قتل في حرب اليمامة؛ سجد لله شكرًا، وروي عنه ﷺ أنه سجد لله شكرًا لما بلغه قتل الأسود العنسي.

فالمقصود: أن السجود لله شكر معروف، وهو مثل سجود الصلاة، سجدة واحدة يسجدها لله، ويشكره على ما حصل من النعمة، يقول......: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ويحمد ربه، ويشكره، ويدعوه على ما حصل من النعمة التي له، أو للمسلمين. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، هل تشترط لها الطهارة سماحة الشيخ؟

الشيخ: لا تشترط، الصواب لا تشترط مثل سجود التلاوة، الصواب لا تشترط الطهارة، والجمهور على أنها شرط، لكن الصواب أنها لا تشترط لعدم الدليل؛ لأنها خضوع لله، خضوع لله، وذكر له فأشبه التسبيح والتهليل، وأشبه القراءة عن ظهر قلب، لا تشترط لها الطهارة. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، سواءً من الحدث الأكبر، أو الأصغر؟

الشيخ: نعم، مطلقًا، نعم، وكان ابن عمر يسجد وهو على غير الطهارة، وكان الشعبي كذلك فيما صح عنهما، نعم، والنبي ﷺ كان يقرأ القرآن في أصحابه في مجالسهم، فإذا سجد؛ سجدوا معه، ولم يقل لهم: من كان على غير طهارة فلا يسجد، ومعلوم أن المجالس تشمل من هو على وضوء، ومن هو على غير وضوء، فلو كانت الطهارة شرطًا، لقال لهم عند السجود: من ليس على طهارة لا يسجد، فلما سجد وسجدوا معه في مجالسهم دل على أن ..... الطهارة ليست شرطًا، إذ لو كانت شرطًا لنبههم -عليه الصلاة والسلام- لأن الله بعثه مبلغًا ومعلمًا، والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة، واجتماعهم معه في مجالس، وسجودهم معه هو وقت الحاجة للبيان. نعم. 

فتاوى ذات صلة