كيفية الخشوع في الصلاة والأسباب المعينة على ذلك

السؤال:

المستمع أحمد عبدالمعطي من مصر بعث يسأل ويقول: كيف أخشع في الصلاة؟ وما هي الأدعية التي تقال قبل الصلاة، وفي الصلاة، والتي تساعدني على الخشوع؟ 

الجواب:

الخشوع في الصلاة إحضار القلب فيها بين يدي الله، والإقبال عليها، تستحضر عظمة الله، وأنك بين يديه ترجو رحمته، وتخشى عقابه، فهذا يسبب الخشوع والذل والانكسار وإحضار القلب بين يدي الله وأن تدعو بقلب خاشع، ترجو رحمة الله، وتخشى عقابه بالدعوات الطيبة التي تستحضرها، ولو كانت غير منقولة، ولو كانت غير واردة، إذا كانت دعوات طيبة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم؛ فلا بأس.

اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم اهدني صراطك المستقيم، اللهم أجرني من النار، اللهم اغفر لي ولوالدي إذا كان والداك مسلمين، اللهم إني أسألك الهدى والسداد، اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي، هكذا في الصلاة وخارجها، حتى في خارج الصلاة، وأنت في البيت، أو تمشي، أو مضطجع، تدعو بما يسر الله من الدعوات الطيبة، المنقولة، وغير المنقولة، التي ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم. 

يقول النبي ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تدخر له دعوته في الآخرة، وإما أن تعجل له في الدنيا، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا: يا رسول الله! إذن نكثر؟ قال: الله أكثر.

فأنت يا عبدالله! على خير في دعائك لربك، وانكسارك بين يديه، وخشوعك له في الصلاة في سجودك، أو في ركوعك، أو في بين السجدتين، أو في القيام، في جميع أجزاء الصلاة، الله يقول -جل وعلا-: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون:1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:2] يعني: ذليلون منكسرون، قد أحضروا قلوبهم بين يدي الله، وإذا تيسر البكاء من خشية الله كان أكمل وأكمل. 

ومن أعظم الأسباب في خشوعك ترك المعاصي، والحذر من المعاصي، وجهاد نفسك في تركها، والتوبة إلى الله منها.

ومن أسباب الخشوع أن تدخل الصلاة وأنت فارغ القلب، ليس عندك مشاغل، وإن كنت تحس بشيء من الأذى؛ قضيت حاجتك قبل الصلاة؛ لقوله ﷺ: لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان فإذا .... عندك حاجة إلى البول، أو الغائط؛ بدأت بذلك طعام حاضر، بدأت بذلك، شغل شاغل أزلته، واسترحت منه؛ حتى تدخل الصلاة وأنت خاشع القلب، حاضر القلب، الفريضة والنافلة. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة