هل يأثم مَن أخَّر الفجر إلى بعد الشروق؟

السؤال:

إنني -ولله الحمد- أصلي جميع الصلوات في المسجد إلا الفجر، فإني دائمًا أصليها بعد شروق الشمس؛ والسبب في ذلك أنني أكون نائمًا، فهل أنا آثم على ذلك؟

أفتوني مأجورين، وصاحب هذه الرسالة هو المستمع عبدالله عودة من الأردن، عمان.

الجواب:

يجب عليك يا عبدالله أن تصلي في المسجد في الفجر مع الجماعة، مثل بقية الصلوات، ولا يجوز لك أن تؤخرها إلى طلوع الشمس، بل هذا منكر عظيم، بل كفر أكبر عند جمع من أهل العلم، نسأل الله العافية، إذا عزمت عليه، وصممت عليه، فالواجب عليك أن تتقي الله، وأن تصلي مع الناس الصلاة في وقتها، الفجر وغيره، وعليك أن تتقي الله بعدم السهر حتى تقوم إلى الصلاة، وعليك أيضًا أن تستعين بالساعة التي تعينك على ذلك، أو ببعض أهل بيتك حتى يوقظونك، أو توقت الساعة على قرب الفجر حتى تقوم؛ لأنها من أسباب العون على هذا الخير الساعة الدقاقة...، توقتها على قبل الفجر حتى تستعين بها على ذلك.

فالواجب عليك أن تتخذ الأسباب التي تعينك على أن تصلي مع الجماعة الفجر وغيره، ولا يجوز لك أبدًا أن تتساهل في هذا الأمر، بل هذا من صفات أهل النفاق، هذا العمل من صفات أهل النفاق، نعوذ بالله، قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى[النساء:142] فالواجب عليك الحذر من صفاتهم، وقال فيهم سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا[النساء:145] وقال ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا.

فاتق الله، واحذر التساهل بشيء من الصلوات الخمس، الفجر وغيرها، وعليك أن تتقي الله في أدائها في المسجد في الجماعة، مع إخوانك؛ لقول النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأتِ فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس: «ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض» وجاءه ﷺ رجل أعمى وقال: «يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له ﷺ: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب رجل أعمى ليس له قائد يقال له: أجب؟! كيف بهذا البصير الطيب الصحيح؟!

فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يصلي في الجماعة جميع الأوقات، وأن يحذر تأخيرها عن وقتها، حتى ولو كان مريضًا يصليها في الوقت، لا يؤخرها عن الوقت ولو كان مريضًا، في البيت يصليها في وقتها، فكيف بالصحيح؟! نسأل الله السلامة والعافية، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة