حكم قضاء ما فات من الصلاة قبل البلوغ وبعده

السؤال:

يقول: أصلي -والحمد لله- في المسجد كل وقت، ما عدا صلاة الفجر، ومع كل صلاة أصلي وقتًا مثله مما فاتني صغيرًا، وسؤالي بالنسبة لصلاة العصر هل أصليها قبل الفرض أو بعده، وأعني تلك التي أقضيها؟

الجواب:

الواجب عليك أن تصلي الصلوات في أوقاتها مع المسلمين في مساجد الله، والفجر كذلك يجب أن تصلي مع المسلمين، ولا تتشبه بالمنافقين، يقول النبي ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر والله يقول سبحانه: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142] فلا يجوز التشبه بالمنافقين، لا في الفجر، ولا في غيرها، بل الواجب عليك أن تصلي مع الناس الفجر وغيره في الجماعة في المساجد.

والذي مضى عليك من الصلوات إذا كنت تركت ذلك فالتوبة كافية، ليس عليك قضاء ما مضى، سواء كان ذلك قبل البلوغ، أي فإنه ليس عليك شيء، أو بعد البلوغ، ثم تاب الله عليك فالتوبة تجب ما قبلها، وليس عليك القضاء، عليك أن تستقبل أمرك بالتوبة النصوح، والعمل الصالح، وأداء الفرائض في المستقبل، وما تركت من الصلوات سابقًا فليس عليها قضاء في أصح قولي العلماء؛ لأن الكافر لا يقضي، يقول الله -جل وعلا-: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38] وترك الصلاة كفر أكبر في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح؛ ولقوله -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر الصلاة عمود الإسلام، من تركها من الرجال والنساء كفر إذا كان عمدًا، أما إذا كان نسيانًا أو عن نوم، فإذا استيقظ أو ذكر يصلي، يقول النبي ﷺ: من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك وليس لأحد أن يتأخر عنها عمدًا، سواء كانت الفجر أو غير الفجر، يجب على المؤمن أن يحافظ عليها، وهكذا المؤمنة، يجب على الجميع المحافظة على الصلاة في أوقاتها، والعناية بذلك، والحرص على أدائها في الوقت، الرجل يؤديها في الجماعة في مساجد الله، والمرأة تؤديها في البيت، فمن تعمد تركها من غير عذر شرعي، بل للتساهل فهو كافر في أصح قولي العلماء، وإن كان جحدًا لوجوبها كفر بإجماع المسلمين، نسأل الله العافية.
وقال جماعة من أهل العلم: إنه لا يكفر إذا تركها تساهلًا لا جحدًا لوجوبها، ولكنه قد أتى كبيرة عظيمة أعظم من الزنا والسرقة، كونه يترك الصلاة عمدًا وإن كان غير جاحد لوجوبها، هو أتى منكرًا عظيمًا، سماه النبي ﷺ كفرًا، لكن الأكثرون على أنه كفر دون كفر، ولكن الأصح من قولي العلماء: أنه كفر أكبر، وهو المروي عن الصحابة وأرضاهم أنه كفر أكبر.

فالصلاة عمود الإسلام من أضاعها أضاع دينه، ومن حفظها حفظ دينه، لكن من تركها ثم هداه الله، وتاب الله عليه، عليه أن يستقبل أمره، وليس عليه قضاء ما فات، بل التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، والله المستعان، نعم.

المقدم: الله المستعان، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة