نصيحة لمن تعيش في بيئة غير ملتزمة

السؤال: أيضاً تقول: إن الله عز وجل أمرنا بصلة الرحم، ولكن أقاربي غير متدينين ولا يصلون وغير متحجبين، كذلك أمي وأخواتي وإخواني ووالدتي، وإنني والحمد لله مسلمة ومتحجبة ولا أتصل بأي أجنبي ولا أخرج من البيت، وأعمل دائماً على حل مشاكل البيت وتبيين فوائد الإسلام والسنة النبوية لأهلي، ولكن دون فائدة، فهل.. تقول: فهل أحرجهم أو أبتعد عنهم، أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب: أيها الأخت في الله! أنت مشكورة على هذا العمل الطيب، وعلى هذه المناصحة وعلى التزام حكم الإسلام في الحجاب وغيره فجزاك الله خيراً وبارك فيك وثبتنا وإياك على الحق، فنوصيك بتقوى الله والصبر والمصابرة على دين الله، ونوصيك أيضاً بالعناية بالقرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، والعناية بالسنة المطهرة وتدبر معانيها مثل بلوغ المرام للحافظ ابن حجر كتاب جيد، وعمدة الحديث للشيخ عبد الغني بن سرور المقدسي كتاب جيد في الحديث.. منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية كتاب جيد.. رياض الصالحين للنووي رحمه الله كتاب جيد نوصيك بالمطالعة لهذه الكتب المفيدة، كذلك كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وفتح المجيد لحفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن كتاب جيد، هذه الكتب وما أشبهها مفيدة ونافعة، وهكذا كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب مفيد، اقتضاء الصراط المستقيم له أيضاً مفيد، والعقيدة الواسطية له أيضاً مفيدة، ونوصيك بالصبر على نصيحة الوالدة والأخوات والأقارب تنصحينهم بالكلام الطيب والأسلوب الحسن؛ لأن الله يقول جل وعلا: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] وهذا من ذلك، ولو جرى بعض الشيء من الأذى أو الاستهزاء لا يهمك، اصبري وصابري، وقد قال النبي ﷺ الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت النبي ﷺ على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
فأنت -أيها الأخت في الله- اصبري وصابري، وللوالدة وللأقارب حق عليك وأعظم الحق: النصيحة، فانصحيهم دائماً بالأسلوب الحسن، وبالأوقات المناسبة من جهة العناية بالصلاة والمحافظة عليها.. من جهة الحجاب.. من جهة عدم الخلوة بالأجنبي إذا المرأة وحدها وما أشبه ذلك.. من جهة الوصية بتقوى الله في جميع الأمور.. من جهة تعلم القرآن الكريم والعناية به.. إلى غير ذلك، أنت على خير إن قبلوا منك فهذا هو المطلوب، وإن لم يقبلوا فقد أديت ما عليك ولا تيأسي أبداً، نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية، ونسأل الله لأقاربك التوفيق والهداية وصلاح الحال. 
فتاوى ذات صلة