حكم زيارة النساء للقبور والبكاء على الميت

السؤال:

نعود مع مطلع هذه الحلقة إلى رسالة المستمعة أم هديل من العراق محافظة نينوى، أم هديل عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل وتقول: إنني أصوم وأصلي وأقرأ القرآن، وعندي إيمان قوي بالله، ولكني عندما أتذكر زوجي وابنتي التي تسأل عن أبيها أبكي بكاء بشدة، وقد أخبرتكم أن زوجي قتل في الحرب، أذهب إلى قبره هل هذا حرام على المرأة أن تزور القبور؟ علمًا بأنني عندما أذهب إلى قبره أرتاح، وأكف عن البكاء، هل الموتى يرون الأحياء كما يقال؟ وجهوني حول هذه القضايا، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فأسأل الله لك الثبات على الحق، قد سرني كثيرًا ما ذكرت من استقامتك على طاعة الله، وأبشري بالخير، وعليك بالثبات على الحق، والاستقامة على توحيد الله، والإخلاص له، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، وصوم رمضان، وأداء الزكاة، وغير هذا مما أوجب الله عليك، مع الحفاظ على الحجاب، والبعد عن أسباب الفتنة.

أما زيارة القبر.. زيارة قبر زوجك، وزيارة القبور الصواب أنها لا تشرع للنساء، بل تمنع عنها النساء، وإنما تشرع للرجال، لقوله ﷺ: زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة ولعن زائرات القبور -عليه الصلاة والسلام- من النساء.

فالواجب عدم الذهاب إلى القبور، وادعي له كثيرًا في بيتك، وأحسني إليه بالدعاء والصدقة عنه، وأما زيارة قبره فلا حاجة إلى ذلك، والنياحة على الميت من الكبائر، وتضره أيضًا، أما دمع العين فلا يضر، دمع العين بدون صوت لا بأس عند التذكر، تدمع العين لا بأس، النبي ﷺ لما مات ابنه إبراهيم دمعت عينه، وقال: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم! لمحزونون

فنوصيك بالصبر الجميل، والدعاء له بالمغفرة والرحمة إذا كان مات على خير، وعلى صلاة، وعلى صلاح والحمد لله، احمدي الله أنه مات على الإسلام، وعلى المحافظة على الصلاة، ولا تجزعي، بل سلي الله له العفو والمغفرة والرحمة، وأحسني التربية لابنته، وأبشري بالخير العظيم، والثواب الجزيل، والصدقة كذلك تنفعه من مالك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا! هذا إن كان لا يصلي كما ذكرت في سؤال سابق سماحة الشيخ؟ 

الشيخ: هذا غيره، لا، هذا غيره.

المقدم: لا هذا نفس الرسالة.

الشيخ: نعم.

المقدم: نفس الرسالة.

الشيخ: أما إذا كان لا يصلي لا، أما إذا كان لا يصلي فإنها لا تدعو له، ولا تتصدق عنه؛ لأن الذي يترك الصلاة سبق أنه كافر في أصح قولي العلماء، ولو أقر بالوجوب، لقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر وقوله ﷺ: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة فالأمر خطير وعظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وعليها هي.. عليك أنت أيها السائلة! الحرص على أداء الصلاة، والمحافظة عليها، وسؤال الله الثبات، والتوبة عما سلف من التساهل مع زوجك، نعم. 

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة