حكم البناء على القبور واتخاذ المدافن

السؤال:

في نهاية هذه الحلقة نعود إلى رسالة المستمع: حسن أسميط من لبنان، يسأل في هذه الحلقة، ويقول: تبنى القبور عندنا من الخفان، والرخام، وتبنى مدافن على شكل بيوت تحت الأرض يوضع فيها الأموات؟ هل هذا العمل جائز؟ 

الجواب:

أما البناء على القبور، واتخاذ البنايات عليها والتجصيص، هذا منكر لا يجوز، الرسول ﷺ نهى أن يبنى على القبر، وأن يجصص، وأن يقعد عليه؛ لأن هذا من وسائل الشرك والغلو، ولا يبنى عليها مسجد، ولا قبة أيضًا.

أما جعل حفرة في الأرض، يجعل فيها أموات، هذا خلاف السنة، السنة أن يكون كل قبر وحده، كل ميت لوحده في قبر لحاله، يلحد له، ويوضع في قبره على حدة، هذا هو السنة كما فعله النبي ﷺ في المدينة، وفعله المسلمون، كل واحد يحفر له حفرة واحدة، ويلحد له في قبلي القبر، يجعل في اللحد، هذا هو المشروع، لكن إذا دعت الضرورة لكثرة الأموات، ومشقة الدفن، لكل واحد وحده، لا مانع من أن يجمع الاثنان والثلاثة في قبر واحد، كما فعله النبي ﷺ يوم أحد لما كثروا الأموات.

فالحاصل: أن السنة أن كل واحد يدفن لوحده بما تيسر في الأرض، واستطاع الناس ذلك، ولا يدفن اثنان جميعًا، ولا ثلاثة جميعًا، ولا أكثر، لكن إذا كان عند الضيق والمشقة؛ فإنه لا مانع أن يدفن الاثنان والثلاثة جميعًا في قبر واحد، ويقدم أفضلهم، يقدم أقرؤهم للقرآن إلى القبلة، كما فعله النبي ﷺ، يقدم الأقرأ، والأكثر قرآنا إلى القبلة. نعم. 

فتاوى ذات صلة